كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 3)

والثانية من مراتب التلقين، وقلما يصل الدعاة إلى المرتبة السادسة ويطمح قليل من الأفراد الممتازين فى الوصول إلى المرتبة العليا من مراتب التلقين.
والجنة فى معتقد الإسماعيلية رمز إلى حالة النفس التى حصلت العلم الكامل، ويرمز بالجحيم إلى حالة الجهالة، ويقولون إنه لم يحكم على نفس قط بالجحيم الأبدى، ولكن النفس تعود ثانية إلى الأرض بالتناسخ إلى أن تعرف الإمام الموجود فى العصر الذى عادت فيه إلى الأرض وتأخذ عنه المعارف الدينية، وليس وجود الشر بواجب فى معتقدهم، ولكنه سوف يختفى يوماً ما عندما تتشبه الكائنات كلها بالعقل الكلى شيئًا فشيئاً. وعلى الرغم مما اشتهر به الإسماعيلية من أنهم سفاكون للدماء، للك الشهرة التى لوثت سمعتهم، فإنه يجب ألا يدور بخلدنا أن جرائمهم للك كانت من لوازم عقيدتهم، بل إننا نرى فى ذلك نوعاً من الغلو فى السلطة السياسية المطلقة التى جعلها مؤسسو هذا المذهب لأنفسهم، وقد لاحظ روسو (Annales des voyages جـ 14، ص 286) أن الإسماعيلية الذين عرفهم كانوا أناساً كرماء من ذوى الدماثة لا يخشون الأسفار نشطين فى ديارهم مستمسكين بدينهم الذى يختلف كثيراً عن عقيدة السلف، وهم شجعان إذا دعتهم الملمات مطيعون لزعمائهم.
المصادر:
(1) الفهرست، جـ 1، ص 186 وما بعدها.
(3) الشهرستانى، طبعة كيورتن، ص 145 وما بعدها، ترجمتة Haarbucker جـ 1 ص 219 - 230.
(3) ابن حزم: الفِصَل جـ 2، ص 116.
(4) The Heterodoxies: L. Friedlander of the Shiites، انظر الفهرس.
(5) Streitschr des Ga-: L.Goldziher Batiniiia - Sekte zali gegen die، ليدن 1916.
(6) ابن الأثير، طبعة تورنبرغ، جـ 10، ص 213 وما بعدها.
(7) المقريزى: الخطط، بولاق سنة 1270 م، جـ 1، ص 391 وما بعدها.

الصفحة 766