اضطهاد النصارى فى نجران على يد ملك جنوب بلاد العرب اليهودى ذى نواس (انظر هذه المادة) ذلك الاضطهاد الذى يُجعل فى سنة 523 م من حيث هو واقعة تاريخية مقررة. ويقال إن الشهداء النصارى حرّقوا أحياء فى أخدود خدّ بخاصة لهذا الغرض، وترتبط هذه الآيات أحيانًا بالقصة التى ترجع أخيرًا إلى "أتون النار المتقدة" الوارد فى سفر دانيال، الإصحاح الثالث.
على أن هذه الآيات يجب أن تفهم بمعنى يتصل بعلم الآخرة كما استبان كرمته Grimme وبيّن هوروفتز على التدقيق؛ فنحن نعرض لمشهد من مشاهد الحساب المأثور فى القرآن. وأصحاب الأخدود كفار مآلهم إلى النار جزاء لهم على ما اقترفوا فى حق المؤمنين (الآية 7). والاعتراضات التى أثارها آهرنز (K. Ahrens . فى Zeitschr .der Deutsch, Morgenl, Gesells, سنة 1930، سنة 1930 ,ص 49) وبلاشير (Le Coran A. Blachere جـ 1، ص 120) على هذه التفاسير ليست حاسمة.
وتبقى بعدُ صعوبة تفسير كلمة "الأخدود" ويذهب موبك A.Morbeg إلى وجود أثر فيه للعبارة العبرية"كى هنّوم " بمعنى النار، وإن كان يتحفظ فى قوله هذا تحفظًا شديدًا (Legenden، ص 21؛ انظر Speyer، ص 424) ويقول بل R. Bell: " قد يكون فى مصطلح أصحاب الأ خدود إشارة فرعية إلى قتلى قريش فى بدر الذين ألقيت جثثهم فى بئر" (The Qur'an، جـ 2، ص 646) وكلا التفسيرين فيه نظر.
المصادر:
(1) تفاسير القرآن لسورة البروج، الآيات من 4 - 7، وخاصة تفسير الطبرى، القاهرة سنة 1321 هـ. جـ 30، ص 72 - 75 (انظر Loth فى , Zeitschr ,der Deutsch, Morgenl, Gesells, سنة 1881، ص 610 - 622)
(2) ابن هشام، طبعة فستنفلد، ص 24.
(3) الطبرى: التاريخ، جـ 1، ص 922 - 925