كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 26)

بالوحى الأصلى الذى نزل على محمد [-صلى اللَّه عليه وسلم-]، وثمة مصاحف أخرى ارتبطت بعدد من الصحابة يقال إنها انتعشت فى الكوفة والبصرة والشام. وتتحدث المصادر أحيانا عن قراءات مختلفة بل وتتحدث أحيانا عن اختلاف المصاحف وقد عد ابن النديم عناوين أحد عشر عملا فى هذا المجال الأخير (اختلاف المصاحف) منها كتاب اختلاف مصاحف الشام والحجاز والعراق لابن عامر اليحصبى (المتوفى 118 هـ/ 736 م) وكتاب اختلاف مصاحف أهل المدينة وأهل الكوفة وأهل البصرة، للكسائى (توفى 189 هـ/ 805 م) وكتاب اختلاف أهل الكوفة والبصرة والشام فى المصاحف لأبى زكريا الفراء (توفى 207 هـ/ 822 م) وكتاب اختلاف المصاحف وجامع القراءات للمدائنى (توفى حوالى 231 هـ/ 845 م) بالإضافة إلى ثلاثة كتب تحمل جميعا عنوان: المصاحف لابن أبى داود (المتوفى 316 هـ/ 928 م) وابن الأنبارى (المتوفى 328 هـ/ 939 م) وابن أشته الأصفهانى (المتوفى 360 هـ/ 970 م) وقد فقدت معظم هذه الكتب وكان الكتابان الأخيران فيما يبدو هما أكمل هذه الكتب جميعا، وكانا يحظيان بتقدير من العلماء والدارسين أكثر من غيرهما. أما الكتاب الموجز والباكر نسبيا الذى ألفه ابن أبى داود المحدث الشهير (أى أبو داود أحد جامعى الكتب الستة الصحاح) فقد نشره وحققه الباحث المستشرق جفرى A.Jeffery ويضم هذا البحث بضعة آلاف اختلاف جمعها المؤلف من أكثر من ثلاثين مصدرا تضم ما كتبه المفسرون التقليديون كالطبرى والزمخشرى والبيضاوى والرازى وأعمالا مختلفة فى القراءات والشواذ وغريب القرآن ونحو القرآن. . إلخ ويضم المعانى الذى ألفه الفراء (المتوفى 207 هـ/ 822 م) والمختصر الذى ألفه ابن خالويه (المتوفى 370 هـ/ 979 م) والمحتسب لابن جنى (المتوفى 392 هـ/ 1002 م) وتفيد التعليقات التى أوردها الطبرى (المتوفى 311 هـ/ 923 م) عن الاختلافات فى الآية 106 فى سورة المؤمنون {قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْمًا

الصفحة 8176