كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 27)

وبعد تراجع الروس فى الشرق الأقصى (فى الحرب الروسية اليابانية)، احتلت تركيا سنة 1905 م المناطق المتنازع عليها فى أرميا وسواج بولاق التى يسكنها الأكراد. ولقد استدرج الأكراد إلى لعبة سياسية معقدة للغاية. فقد توقف الاحتلال التركى مع بداية حرب البلقان (فى أكتوبر 1912 م)، ليفسح المكان للقوات الروسية التى أرسلت إلى أقاليم خوى وأرميا. وسافرت سلالات من عائلات كردية أصيلة إلى روسيا. وفى 17 نوفمبر 1913 م وقع بروتوكول تخطيط الحدود فى استانبول، وقبل اندلاع الحرب العالمية مباشرة، نجحت لجنة القوى الأربع الكبرى (تركيا، فارس، بريطانيا وروسيا) فى إقرار الحدود المتنازع عليها.

الحرب العالمية الأولى 1914 - 1918 م:
لقد كان الأكراد خلال الحرب من 1914 حتى 1918 م بين نارين. لكن الموقف تغير تغيرًا جوهريًا بعد سنوات 1917 - 1918 م، فلقد تكونت الجمعيات الكردية فى كل مكان وقد تقلد شرف باشا دور ممثل الأكراد فى باريس، وقد أبرز فى مؤتمر السلام فى باريس يوم 22 مارس 1919 م والأول من مارس سنة 1920 م مذكرتين بمطالب الأكراد مع خريطة "الكردستان المكتملة" فى نفس الوقت، فى 20 ديسمبر 1919 م، حدثت ترتيبات بين شريف باشا والممثلين الأرمن، وأعلن الطرفان الاتفاق فيما بينهما. ولقد نصت معاهدة "سيفرسن" فى العاشر من أغسطس 1920 م على فصل أرمينيا - عن الأربع ولايات الكردية (ترابيزون، إرزروم (أرض روم)، فان وبدليس)، وإعطاء حكم ذاتى للأراضى التى يسود فيها العنصر الكردى، والتى تقع شرقى الفرات، إلى الجنوب من حدود أرمينيا وإلى الشام من حدود تركيا مع سوريا وأرض الرافدين.
وقد أبدى الممثلون الأتراك للمؤتمر رأيهم من أن "الأكراد لا يختلفون عن الأتراك فى شئ وبرغم التكلم بلغات مختلفة، فهذان الشعبان يكونان كتلة

الصفحة 8567