كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 27)

(ت 630 هـ/ 1233 م) هذه الحقيقة فى السابق فى كتابه الكامل وترددت مرات كثيرة فى الشرفنامه وأيضًا ذكرها بعض الشهود من أمثال حاجى خليفة (1658 م)، أو الرحالة أوليا شلبى فى كتاب رحلته (1682 م). ولسوء الحظ فإن هؤلاء الكتاب المثقفين قد كتبوا كتبهم بالعربية لغة العلم فى ذلك الوقت، ولغة القرآن، وإذا كانت هذه الكتابة تتصل بموضوعات التشريع والدين أو التاريخ, كما فعل ابن خلكان صاحب كتاب الوفيات الشهير، أو أبو الفدا المؤرخ الجغرافى، أو بالفارسية كما فعل شريف خان البدليسى فى كتابه تاريخ الأكراد أو شرفنامه (1055 هـ/ 1596 - 97 م)، كما فعل إدريس حاكم بتليس (ت 926 هـ/ 1520 م) الذى كتب أول تاريخ للإمبراطورية العثمانية (هاشت بيهشت) "الجنان الثمانية". ولقد كان الشاعر الكبير فضولى (ت 963 هـ/ 1556 م) شاعر اللغة التركية كرديًا. وهنالك حتى اليوم الكثير من الشعراء الأكراد الذين كتبوا شعرهم بالعربية مثل أمير الشعراء أحمد شوقى (1868, ت 1932 م)، والرصافى (1875, ت 1945 م)، وعالم الاجتماع قاسم أمين (1865, ت 1908 م)، والروائى عباس العقاد (1889, ت 1964 م)، ومحمود تيمور (1892, ت 1921 م) وأخوه محمد، جميعهم من أصل كردى. وهنالك عدد من المؤرخين الأكراد الذين كتبوا بالفارسية مثل: محمد مردوخ الكردستانى، ورشيد ياسيمى وإحسان نورى. أو الذين كتبوا بالتركية أمثال: محمد الدرسيملى وأحمد يمولكى. وإذا كان هؤلاء الكتاب القدامى الكبار قد كتبوا بالعربية والفارسية والتركية عن لغتهم الأم الكردية فإن الكتَّاب الشباب اليوم يكتبون باللغات الأوربية. الانجليزية والفرنسية والألمانية وحتى بالروسية، وخاصة فى أرمينيا، حيث أضافوا إلى هذه اللغات كتاباتهم بالأرمينية. حقيقة فإن الأكراد كانوا فى كل الأوقات يتكلمون لغات عدة، ولقد ظهرت موهبة الموهوبين منهم فى الشعر والتاريخ وفى العلوم الطبيعية والإنسانية والصحافة.
د. عطية القوصى [ث. بويس Th. Boith ف. مينورسكى V. Minoresky]

الصفحة 8582