كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 3)

(1) جغرافيتها
القطر الذى يعرف الآن بأفغانستان لم يحمل هذا الاسم إلا منذ منتصف القرن الثامن عشر حين استتبت السيادة فيه للجنس الأفغانى؛ وكان من قبل أقاليم مختلفة تحمل تسميات متمايزة، ولكن القطر لم يكن وحدة سياسية محددة، كما أن أجزاءه لم تكن ترتبط فيما بينها بأى رباط يميزها من حيث الجنس واللغة. وكان المعنى الأول للاسم لا يتعدى مدلوله "بلاد الأفغان"، وهى رقعة من الأرض محدودة لم تكن تضم كثيرًا من أجزاء الدولة الحالية، وإن كانت تشمل أقاليم كبيرة تتمتع الآن باستقلالها أو تدخل فى حدود باكستان. وأفغانستان، فى تكوينها الحالى تحت حكم ملوك من الباركزائى (أمراء فيما سبق)، تتكون من صقع غير منتظم الشكل بين خطى عرض 29 ْ 30 َ و 38 ْ 30 َ درجة شمالا، وبين خطى طول 61 ْ و 75 ْ درجة (أو 71 ْ 30 َ درجة شرقًا إذا اسقطنا للك الشقة الطويلة من الأرض المعروفة باسم "وَخان").
¬__________
= أهم المدن: كابول، العاصمة.
الحكومه: تولى برهان الدين ربانى الحكم فى 28 يو نيو 1992, وفى أفغانستان 30 مديرية (ولاية).
فى 1978 حدث انقلاب دموى يسارى موالٍ للاتحاد السوفيتى ووقع قادة الانقلاب اتفاق اقتصاديا عسكريا مع الاتحاد السوفيتى.
وفى ديسمبر 1979 بدأ الاتحاد السوفيتى فى تقديم المساعدات عبر خط جوى كثيف للانقلاب. وبدأت حرب شرسة بين اليساريين والقوات السوفيتية من ناحية والمسلمين المناهضين لهذا الاتجاه، وتفيد التقارير أن حوالى 15.000 كتيبة سوفيتية قد أبيدت فى هذه الحرب على أيدى المسلمين المناهضين والذين عرفوا بالمجاهدين الأفغان.
وفى 14 إبريل 1988 تم توقيع معاهدة بوساطة الأمم المتحدة تقضى بانسحاب القوات السوفيتية، واعتبار أفغانستان دولة محايدة وإعادة اللاجئين. ومع هذا استمر "المجاهدون الأفغان" فى الحرب ضد القوات السوفيتية طالما هى فى أفغانستان. وفى 15 فبراير 1989 تم الانسحاب النهائى للقوات السوفيتية. وبدأت الحرب بين الفصائل الافغانية والحكومة الموالية للسوفيت. وفى 28 أبريل بات واضحا أن كفة الفصائل الانتمانية الاسلامية قد حققت السيادة على حكومة نجيب أن الموالية للسوفيت. ومنذ 1979 سقط فى هذه الحروب مليونان سنة من الأفغان، بينما غادر ستة ملايين بلادهم أفغانستان. وبعد خروج السوفيت وانتصار الثوار نشبت المعارك بين الفصائل المختلفة. وفى 28 يونيو 1992 أصبح برهان الدين رباني رئيس للبلاد إلا أن المعارك الضارية استمرت حول كابول وأماكن أخرى سنة 1994 و 1994. وفى منتصف 1944 كان لا يزال هناك ثلاثة ملايين أفغاني لاجئين فى باكستان وإيران. ومن المتوقع أن يظل الصراع قائما بين تيارين: التيار الغسلامي المتشدد، والتيار الأقل تشددا، كما لا يخلو الصراع من أبعاد عرقية.
[د. عبد الرحمن الشيخ]

الصفحة 880