كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 29)

على المخا سنة 1737 م، وعلى الرغم من أن القهوة كانت تباع فى فرنسا بما يقرب من ضعف ثمنها فى بلاد العرب إلّا أن تجارتها لم تكن مربحة. كذلك قام لفترة من الوقت فى المخا فى القرن الحادى عشر الهجرى بيت تجارى هولندى، وأبحرت إليه بضعة سفن من ميناء "أوستنلر".
ولما كانت سنة 1620 م هاجم الإمام الزيدى المؤيد باللَّه محمد بن القاسم مدينة المخا التى كان للعثمانيين فيها حامية منذ سنة 1609 م تقدر بمائة رجل، غير أن نيران البنادق العثمانية أخذت تنهار عليهم من الأسطح والسفن الراسية فى الميناء، وجاءت من مصر نجدة عثمانية ففر المهاجمون الزيديون واستطاعت قوة عثمانية مشتركة فى البر والبحر بقيادة "أحمد قانصوه" من استرداد تهامة سنة 1630 م، غير أنه لما عاود الإمام مهاجمتها سنة 1635 م جلا عنها العثمانيون على شروط اتفق عليها بين الجانبين، منها جلاء العثمانيين عن كل من المخا وزبين وكمران للأمام وظل الميناء فى أيدى الزيدية حتى عام 1849 م.
وقد أدى فتح حضر موت إلى أن أصبح الزينون يواجهون قوة عثمان البحرية القوية، حتى إذا كان 1079 هـ (= 1669 م) هاجم العثمانيون ساحل عدن والمخا، التى كان واليها فى هذه اللحظة الحسن بن المُطهر الجرموزى مؤلف "السيرة المتوكلية" وقد ترجم له الشوكانى فى كتابه "البدر الطالع".
وفى مارس 1661 م أبحرت "بارى صاحبة" ملكة "بيجايور" الأرملة حاجَّة على ظهر سفينة هولندية حتى إذا بلغت السفينة المخا لم يؤذن لها بمتابعة الرحلة إلى أن تتهيأ جميع السفن الإسلامية للمغادرة، فشكى الهولنديون إلى الإمام المتوكل على اللَّه اسماعيل. ونعود مرة أخرى إلى كتاب سيرجنت فنقول إنه فصل العلاقات بين العثمانيين والبرتغاليين والانجليز والهولنديين من ناحية ومن مكان المخا من ناحية أخرى، ولما كانت سنة (1107 هـ = 1695 م) أرسل الإمام الناصر محمد والمعروف بصاحب المواكب إبراهيم باشا إلى ميناء زيلع الأفريقى الذى كان تابعا منذ سنة

الصفحة 9201