كتاب موجز دائرة المعارف الإسلامية (اسم الجزء: 31)

السياسى فقد صحبته الفوضى وثورات المدن وضعف الخليفة والانصراف عن عقيدة الموحدين، كما أخذ الولاة فى هذا العصر يتوالون بعضهم إثر بعض بصورة زادت من ضعف السلطة المركزية وتدهور وضع الأسرة، فكانوا يعرفون "بالخلفاء" فى الأندلس، ولكن شيوخ الموحدين بمراكش لا يعترفون بهم، وكانت تؤيدهم فى بعض الأحيان القبائل العربية ولكن يأبى الاعتراف بهم أهل المدن، حتى ليذكر المؤرخون ثمانية من "الخلفاء" الموحدين كلهم من أسرة بنى مؤمن، وهؤلاء الخلفاء هم: يوسف بن أبى عبد اللَّه المستنصر (610 - 620 هـ)، وأبو محمد بن الواحد المخلوع (621 هـ = 1224 م) وأبو محمد عبد اللَّه العادل (621 - 624 هـ) ويحيى بن ناصر المعتصم باللَّه (624 - 633 هـ) ويعاصرهم أبو العلا إدريس المأمون (624 - 630 هـ/ 1227 - 1232 م) وعبد الواحد الراشد (630 - 640 هـ = 1232 - 1242 م) وأبو الحسن على السعيد (640 - 646 هـ = 1242 - 1248 م) وأبو حفص عمر المرتضى (646 - 665 هـ = 1248 - 1266 م) وأبو دبّوس الواثق باللَّه (665 - 668 هـ = 1266 - 1269 م).
وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسى وانهيار البنية السياسية والإدارية إلا أن مدينة مراكش ظلت مركز نشاط فنى وتوقّد فكرى كبير خلال الفترة الثانية من تاريخ الموحدين، كذلك نجد أن الأقاليم الواقعة عند أقصى أطراف الإمبراطورية (وهى التى كانت آخر النواحى التى خضعت للموحدين) كانت هى الأخرى أول الجهات التى خرجت من نطاقهم، وكان مما ساعد وزاد فى هذه الخطوة من التفكك والانفصال هو ما جرت عليه سياسة الموحدين من تعيين واحد من رجال الأسرة وجعله واليًا شبه مستقل فى المدن والأقاليم وإمداده بالقوات العسكرية، وتركه حرًا حرية تكاد تكون كاملة فى التصرف فيما تحت يده من المال، ومن ثم فقد قام حاكم "أفريقية"

الصفحة 9761