كتاب الرد علي الشاذلي في حزبيه - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
للعبادة فتزهد وتنسك وجاهد نفسه وراضها وساح وجال ولزم الخلوة عن
الناس.
أخذ أولا الطريقة بفاس عن محمد بن حرازم بن سيدي علي بن حرازم.
ثم جعل يطلب القطب، فبلغ به المطاف إلى العراق فاجتمع بأبي الفتح
الواسطي فقال له: تطلب القطب بالعراق وهو في بلادك؟! فرجع إلى المغرب
فوصف له ولي هناك وكان برأس الجبل فصعد إليه، وكان الشيخ عبدالسلام
ابن مشيش، فأفاض عليه من العلوم وقال له: ((طلعت إلينا فقيرا من علمك
وعملك فأخذت منا غنى الدنيا والاخرة)):!! وأخبره بما سيحدث له وأنه سوف
يؤذى، وسيتكلم عليه الناس. فتركه وتوجه إلى الديار الشرقية فمر في طريقه
على تونس وأقام بها مدة في (شاذلة) حيث نسب إليهاه
ثم اتخذ رباطا في جبل (زغوان)، وأخذ ينشر دعوته في بلدة (شاذلة)
القريبة من رباطه. فسعى به أبو القاسم بن البراء قاضي الجماعة بتونس لى
السلطان أ بي زكريا ا لحفمي فنفاه عن تونس، فانتقل إلى الاسكندرية.
ولما قدم الاسكندرية كان بها بو الفتح الواسطي - يعني من أقطاب
الصوفية - فوقف بطاهرها واستأذنه؟ فقال: طاقية لا تسع رأسين. فمات أبو
الفتج في تلك الليلة.
ولما شاع أمره وذاع صيته في بلاد المغرب وأصبح معروقا وتصدر
للارشاد؛ تكالب عليه ا لخصوم من كل جانب ورموه بالعظائم وبالغوا في أذيته،
حتى منعوا الناس من مجالسته وقالوا: إنه زنديق. ولما أراد السفر إلى مصر
24