كتاب الرد علي الشاذلي في حزبيه - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)
كتبوا إلى سلطان مصر مكاتبات: إنه سيقدم عليكم من مصر مغربي من الزنادقة
أخرجناه من بلادنا حين أتلف عقائد المسلمين، وإلاكم أن يخدعكم بحلاوة
منطقه، فانه من كبار الملحدين، ومعه استخدامات من الجن. فما وصل الشيخ
إلى مدينة الاسكندرية حتى وجد الخبر بذلك سابقا على مقدمه، فبالغ أهل
الاسكندرية في إيذائه، ثم رفعوا أمره إلى سلطان مصر وأخرجوا له مراسيم فيها
ما يباح به دمه، فمد يده إلى سلطان المغرب وأتى منه بمراسيم تناقض ذلك فيها
من التعظيم و 1 لتبجيل مالا يوصف! فتحير السلطان وقال: العمل بهذا أولى
و كرمه ورده إلى الاسكندرية مكرما.
وكان الشاذلي ضريرا، وهل هو ضرير من صغره أم طرأ عليه بعد ذلك؟
خلاف، وللصوفية من أتباعه وغيرهم فيه اعتقاد كبير.
وسار ا لى ا لحج فحج مرات.
قال الذهبي: ((وهو رجل كبير القدر، كثير الكلام على المقام. له شعر ونثر
فيه متشابهات وعبارات يتكلف له في الاعتذار عنها.
ورأيت شيخنا عماد الدين (1) قد فتر عنه في الاخر، وبقي واقفا في هذه
العبارات، حائرا في الرجل؛ لأنه كان قد تصوف على طريقته، وصحب الشيخ
نجم الدين الاصبهاني نزيل الحرم، ونجم الدين صحب الشيخ أبا العباس
__________
(1) يعني الواسطي، ابن شيخ الحزامين، الشيخ الزاهد المعروف (ت 1 71). صاحب: التذكرة
والاعتبار، في ترجمة ابن تيمية والوصية به.
25