كتاب الرد علي الشاذلي في حزبيه - ت العمران - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

* مقدمة التحقيق
الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه ملء السماوات والارض وما بينهما
وما شاء من شيء بعد. وأصلي وأسلم على من بعثه الله رحمة للعالمين، وحجة
على الخلق أجمعين، من تمسك بغرزه نجى، ومن اقتفى أثره وسلك سبيله
ولزم محجته = هدي إلى صراط مستقيم. ومن تنكب سبيله، وحاد عن منهجه
أو استبدل به غيره = تنازعته الاهواء وتشعبت به السبل.
أما بعد؛ فهذا أثر عزيز من اثار الامام العلامة أبي العباس أحمد بن
عبدالحليم ابن تيمية رحمة الله عليه، خصصه هذه المرة لبيان ما في حزبي-
حزب البحر وحزب البر - أبي الحسن الشاذلي المتوفى سنة (656) من
الاخطاء العقدية، والعبارات الملتبسة، والادعية الممنوعة الباطلة. ثم أتبعه بنقد
كلامه فيما صنفه في اداب الطريق في علم الحقيقة.
ولا يخفى أن أتباع الطرق الصوفية قد استبدلوا الادعية المرتبة والاحزاب
الصوفية المخترعة بما جاء في السنة المطهرة على لسان من لا ينطق عن
الهوى، فاستبدلوا الذي هو أدنى بالذي هو خير؟، فوقعوا في مخالفة الشرع
الحنيف، وفاتهم الخير العظيم.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية: ((المشروع للانسان أن يدعو بالادعية
المأثورة، فإن الدعاء من أفضل العبادات، وقد نهانا الله عن الاعتداء فيه، فينبغي
لنا أن نتبع فيه ما شرع وسن، كما أنه ينبغي لنا ذلك في غيره من العبادات.
والذي يعدل عن الدعاء المشروع إلى غيره - وإن كان من أحزاب بعض

الصفحة 5