كتاب الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق

وسببُ ذلك ما في النفوس من الكِبْر بالمكاشفات ومطالعة الغيوب والله تعالى يعاقب هذا الضرب بنقيض قصده كما قال تعالى إِنْ فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَا هُمْ بِبَالِغِيهِ [غافر 56] .
ولهذا يُحكى عن هؤلاء من المكاشفات الباطلة ما يطولُ وصْفُه فإنْ أُحْسِن الظنُّ بأحدهم حُمِل الأمرُ على أنه يتخيل أمورًا لا حقيقةَ لها فيُخْبر بحاله أو أنَّ جنيًّا يلقي إليه ما يكون كذبًا فإن أُسيء الظنُّ به قيل إنه يتعمَّد الكذب والكشف النفساني والشيطاني لا بدَّ فيه من الكذب ولهذا كان الكهَّان وهم من أهل الكَشْف الشيطاني يخلطون بالكلمة مئة كذبة.
ومن كان له خبرة بالحكايات المعروفة عن أصحاب هذا الحزب وأمثاله وعَى من ذلك أمورًا والواحد منهم يدَّعي في نفسِه أنه مِثْل النبي صلى الله عليه وسلم أو أفضل منه حتى إذا قيل له النبي صلى الله عليه وسلم رأى سِدْرة المنتهى كأنَّ ورقَها آذانُ الفِيَلة وكأنَّ نَبِقَها قِلالُ هَجَر يقول هو رأيتُها أصغر من ذلك ومن يصحِّح قولَه يتأوَّلُ ذلك على أنه رآها من بعيد وهذا من

الصفحة 23