كتاب الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق

الباطل المحض فإنَّ ذلك الموضع لم يصعد إليه غير النبي صلى الله عليه وسلم.
ويقول أحدُهم دخلتُ البارحةَ الجنةَ وأصابَ يدي من شوكِ شَجَرِها حتى يقول له المُنْكِر عليه شجرُ الجنة لا شوكَ فيه إلى أمورٍ أُخَر من جنس هذه الحكايات قد سمعتها أنا وغيري من أتباع هؤلاء ولولا أني أكره هَتِيْكَتهم لسميتُ كلَّ واحدٍ من هؤلاء وذكرتُ من حكاياته ما يتبين كثرة ما دخل عليهم من الخطأ والضلال أو التعمد للكذب وهذا عقوبة من يطلب مطالعة الغيوب.
ولهذا يوجد كثير من السالكين لا يطلبون التقرُّبَ إلى الله وطلب رضوانه ورحمته والنجاة من عذابه بل إنما مطلوبهم نوعٌ من المكاشفة أو التأثير فيطلبون علمًا يَسْتَعْلون به على الناس أو قدرةً يَسْتَعْلون بها على الناس وذلك من باب إرادة العلوِّ في الأرض والفساد فيعاقبهم الله بنقيض قصدهم.
وكراماتُ أولياء الله تجيءُ ضمنًا وتبعًا فإنهم يقصدون وجه الله فتجيء المكاشفات والتأثيرات تَبَعًا لا يقفون عندها ولا تكون هي أكبر هَمِّهم ولا مبلغ علمهم.
وخواصُّهم إنما يستعملونها لحجَّةٍ في الدين أو لحاجةٍ في الدنيا تُعِين على الدِّين ليتقربوا بها إلى الله لا يستعملونها في مباحات الدنيا فضلاً عن استعمالها في محظور نهى الله عنه.
ومن كانت هي أصل قصده فلا بدَّ إن حصل له شيءٌ منها أن

الصفحة 24