كتاب الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق

بالله وملائكته وكتبه ورُسُله.
فإن قيل أراد به مطالعته مطلقًا دخلَ فيه المكاشفات العامة التي تحصل [و] التي لا تحصل وأكثرها لا ينفع إذا حصل بل قد يضر.
وإن قيل أراد بمطالعة الغيب نفس المعرفة الواجبة والمستحبة فلفظُ مطالعة الغيب لا يدل على ذلك ولا يُفْهَم منه ذلك.
الثالث إذا كان المطلوب هو نفس معرفة الله والإيمان به فالمشروع أن يَسأل ذلك ابتداءً لا يَسأل بعض موانعه فإنَّ الشكَّ والظنَّ والوهمَ بعضُ موانع ذلك ليست جميع موانعه إذ الاعتقادات الجازمة الفاسدة أبلغ في المنع واتباع هوى النفس بغير هدى من الله أبلغ في المنع ولم يُذكر.
الوجه الرابع أنه لو قُدِّر أنه سألَ رفع الموانع فالمطلوب لا يكفي في حصوله زوال موانعه بل لا بدَّ من وجودِ مقتضيه وإلا فمجرَّد عدم المانع بدون المقتضي لا يكون محصِّلاً للمطلوب.
وأما المقام الثاني فيقال هب أنه سلك طريق أولئك فتلك الطريق فيها باطلٌ كثير من وجوه:
أحدها ظنُّ صاحبها أنه بمجرَّد الزهد والرياضة وتصفية النفس يحصل له ما يحصل لأولياء الله من الإيمان والتقوى وهذا خطأ فإنَّ ذلك لا يحصل إلا بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم واتباع ما جاء به من القرآن والإيمان.

الصفحة 27