كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

بحديثين صحيحين متعارضين، والذين ردوا بعض الاحاديث الثابتة أو
أولوها في زمن الصحابة اجتهدوا في طلب الحق وإن أخطاهم، فنوسع
لهم الاعتذار والاستغفار. ثم ذكر بعض الامثلة على ذلك، منها حديث:
"إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه ") ص 95 - 74 (، وحديث عمار في
التيمم) ص 74 - 75 (، وبعض أحاديث أبي هريرة وفاطمة بنت قيس
وبروع بنت واشق وغيرها. وقال في اخره: ما علمنا حدا من الصحابة
والتابعين ردوا حديثما صحيحا وتأولوه على خلاف مقتضاه، لمخالفة
ظاهر القران في فهمهم أو لمخالفة المعقول أو القياس، إلا كان الصواب
مع الحديث ومن اتبعه، فكيف بمن بعدهم؟!
ثم تحدث عن خاصية أبي بكر الصديق، فانه لم يعرف له فتوى ولا
كلام يخالف شيئا من الاحاديث، وكان يبين للصحابة معاني النصوص
إذا اعتقدوا في ظاهرها مالا يدل عليه، وذكر أمثلة على ذلك. وفي أثنائه
تكلم عن علاقة القرآن بالسنة، والتحديث لاهل الاهواء والبدع، ومعنى
العبادة وكيف تختلف عن العادة.
ثم عقد فصلا تكلم فيه عن معنى التأويل "عند السلف وعند
المتأخرين، وبيان المذموم منه، وذكر أن من اعترض على السنة
والجماعة بنوع تأويل: قياس أو ذوق أو تأويل منه خالف به سنة رسول
الله لمجيه، ففيه شوب من الخوارج.
أما الاعتراض الثالث: "أن السلف تأولوا كثيرا من الاحاديث
والايات " فذكر الجواب عنه من وجوه، منها: أنه إذا كان المراد بالسلف
الصحابة فهذا النقل عنهم باطل، لم يتأول أحد من الصحابة قط شيئا من
آيات القران التي ظاهرها نها صفة لله تعالى. وكذلك الامر في التابعين.
16

الصفحة 16