كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

فيه عن الايات والاحاديث الواردة في الصفات، فكتب جوابا ذكر فيه
مذهب السلف ورجحه على مذهب المتكلمين، وكتب هذ! الجواب في
جلسة بين الظهر والعصر، كما ذكر ذلك الشيخ نفسه في مقدمة بيان
تلبيس الجهمية) 1/ 4 (: "كنت سئلت من مدة طويلة، بعيد سنة تسعين
وستمئة (1) عن الايات والاحاديث الواردة في > صفات الله، في فتيا قدمت
من حماة، فأحلت السائل على غيري، فذكر أنهم يريدون الجواب مني
لابد، فكتبت الجواب في قعدة بين الظهر والعصر، وذكرت فيه مذهب
السلف والائمة المبني على الكتاب والسنة ".
سميت هذه الفتيا بالحموية نسبة إلى حماة، وانتشرت في البلاد،
واشتهر أمرها، وأثارت ضجة في أوساط المتكلمين، وامتحن الشيخ
بسببها محنة عظيمة في دمشق، وكانت من أوائل المحن التي تعرض لها
في حياته. وكان الشيخ قبل ذلك بقليل أنكر أمر المنجمين) 2 (، واجتمع
بسيف الدين جاغان في ذلك في حال نيابته بدمشق وقيامه مقام نائب
السلطة، فامتثل أمره وقبل قوله، والتمس منه كثرة الاجتماع به، فحصل
بسبب ذلك ضيق لجماعة، مع ما كان عندهم قبل ذلك من كراهية الشيخ
وتأالمهم لظهوره وذكره الحسن. فانضاف شيء إلى أشياء، ولم يجدوا
مساغا إلى الكلام فيه لزهده وعدم اقباله على الدنيا، وترك المزاحمة
على المناصب، وكثرة علمه، وحسن أجوبته وفتاويه، وما يطهر فيها من
__________
) 1 (ذكرت المصادر نه وقع ذلك في اول شهر ربيع الأول من سنة 896. انظر
العقود لدرية) ص 891 (والبداية و لنهاية) 14/ 4 (والدرر الكامنة) 1/ 155 (
وغيرها.
) 2 (انظر مجموع الفتاوى) 172/ 35 (، حيث ناقش زعماءهم وبين فساد صناعتهم
بالادلة العقلية التي يعترفون بصحتها.

الصفحة 6