كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: مقدمة)

غزارة العلم وجودة الفهم.
فعمدوا إلى الكلام في العقيدة لكونهم يرجحون مذهب المتكلمين
في الصفات والقران على مذهب السلف، ويعتقدونه الصواب، فأخذوا
الجواب الذي كتبه الشيخ، وعملوا عليه أوراقا في رده، ثم سعوا السعي
الشديد إلى القضاة والفقهاء واحدا واحدا، وأغروا خواطرهم، وحرفوا
الكلام، وكذبوا الكذب الفاحش، وجعلوه يقول بالتجسيم - حاشاه من
ذلك - وأنه قد وعز ذلك المذهب إلى أصحابه، و ن العوام قد فسدت
عقائدهم بذلك. ولم يقع من ذلك شيء والعياذ بالله. وسعوا في ذلك
سعيا شديدا، فوافقهم جلال الدين الحنفي قاضي الحنفية يومئذ على
ذلك، ومشى معهم إلى دار الحديث الاشرفية، وطلب حضوره، وأرسل
إليه فلم يحضر، بل أجابه الشيخ بقوله: إن العقائد ليس أمرها إليك،
وإن السلطان إنما ولاك لتحكم بين الناس، وان إنكار المنكرات ليس مما
يختص به القاضي.
فلما وصل إلى القاضي هذا الجواب غضب، وأمر بأن ينادى في
البلد ببطلان عقيدته، لكن الامير سيف الدين جاغان أرسل طائفة إلى
المنادي، فضرب ومن كان معه، و مر الامير بطلب من سعى في ذلك
فاختفوا.
ولما هدأت الامور جلس الشيخ يوم الجمعة ثالث عشر ربيع الاول،
وكان تفسيره في درسه لقوله تعالى: > د نك لعلى خلق عظيم! (] القلم/
4 [، وذكر الحلم وما ينبغي استعماله، وكان درشا عطيما.
ثم اجتمع الشيخ بعد ذلك بالقاضي الشافعي إمام الدين القزويني،
وواعده لقراءة جزئه الذي أجاب فيه، ي "الحموية"، فاجتمعوا يوم

الصفحة 7