كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
نصوص الكتاب والسنة لا تحتاج إلى غيرها أصلا كما ذكرناه ولا، فان
ذكر أحد قوله: < وأوتيت من كل شئ) [النمل / 23] وقوله: < تدمرص
شىءم> [الاحقاف/ 25] ونحو ذلك من العمومات والظواهر التي يعلم انتفاء
المعنى الذي لم يرد منها بالحس والعقل، فنقول: هذا فيه طريقان:
من الناس من يقول: هي على ظاهرها، وظاهرها عنده المعنى
الصحيح المتفق عليه، ولهؤلاء مأخذان:
أحدهما: أن القرينة المتصلة باللفظ إذا كانت لفظية بينت معناه،
وكان ظاهره مادلت عليه، قالوا: فكذلك القرينة المتصلة وان لم تكن
لفظية، فالحس والظاهر والعقل الذي يعلم! به أن المخاطب لم يرد
بكلامه ما يخالفه عندهم قرينة متصلة، إذ لا يظن المستمع بالمخاطب أنه
راد ذلك. ومن المعلوم أن فهم الخطاب لابذ فيه من علم المخاطب
والمخاطب جميعا، فكما أن علم المخاطب المستمع أن المخاطب
المتكلم لا يريد بلفظه إلا مفهومه ومعناه يوجب (1) أن لا يحمله على
غيره، فكذلك علم المخاطب المتكلم أن المخاطب المستمع لا يفهم أنه
أراد ما يخالف حسه وعقله قرينة وضميمة يضمها إلى كلامه.
والماخذ الثاني: أن لفظ "كل شيء" هو للعموم في كل موضع
بحسب سياقه، وهذه قرينة متصلة، ولهذا قالوا: هذا اللفظ ليس على
عمومه المطلق إ لآ في قوله: < أن الله في ثىءعليم!) [البقرة/ 231] مما
يصلح أن يعلم، و<خلق! ل لثىص) [الأنعام/ 102] مما يصلح أ ن
يخلق، و< تدمر ص شئ ئم! [الاحقاف/ 25] مما يصلج أن تدمر، < وأوتيت
__________
(1) في الاصل: "فوجب ".
100