كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
من! ل شىش) [النمل/ 23] مما يصلح أن يؤتاه مثلها. فهذه القيود عندهم
معلومة في هذا اللفظ بالسياق، وهذه (1) حقيقة عرفية فى هذا اللفط لم
تستعمل إلا فيه. قالوا: ولم نجده (2) مستعملا لمطلق قط إلا ن السياق
اقتضى ذلك.
وأما الطريق الثاني: أن يسلم أن ظاهر هذه الالفاظ هو المعنى الذي
يمتنع إرادته، لكن يقال: قد بين الله بخطاب آخر أنه لم يرد المعنى
الممتنع، فقد بين بما ذكره من قصة سليمان أئها لم تؤت ملك سليمان
ونحو ذلك، وبين في القصة أنها كانت ملكة سبأ، وللملوك حد لا
يتجاوزونه، فيعلم بهذا الخطاب أنها لم تملك السماوات ونحوهاه
وكذلك < تدمر ص شئءم > مع ما أخبر به. وإذا كان في القران ما يبين
عدم إرادة الطاهر كان هذا من بيان الله ورسوله، ولم يكن الله ورسوله
ترك بيان كلامه، فأما إذا كان الطاهر ممتنعا ولم يبين الله ورسوله عدم
إرادته، فهذا الذي (3) من ادعاه فليظهره لينظر فيه.
فصل
و ما قوله: "قابلة للتأويل"، فيجب أن يعلم معنى التأويل الذي ليس
فيه نزاع بين أحد من عقلاء الادميين، لامن المسلمين ولا من غيرهم،
وهو أن تأويل كلام المتكلم الذي هو تفسيره وبيان المراد به، سواء كان
مصروفا عن ظاهره أو لم يكن، إنما هو بيان مراده ومقصوده واظهار
معناه ومغزاه، فإذا قيل: نتأول هذه الاية أو هذا الحديث أو غير ذلك من
__________
(1)
(2)
(3)
في الاصل: "هذا".
في الاصل: "يجده ".
في الاصل: "الذين".
101