كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

كلام سائر المتكلمين، فمعناه أنا نبين مراده بهذا الكلام وان كان مخالفا
للظاهر، لكن لا خلاف أنه بيان مراد المتكلم. فاذا علم أن المتكلم لم
يرد هذا المعنى، و نه يمتنع أن يريد هذا المعنى، أو ن في صفاته ما
علمنا معه أن هذا المعنى لا يليق به، ويستحيل عليه في العادة أو في
غيرها ن يريده = لم يصلح أن يكون ذلك تأويل كلامه، وان كان لنا أدلة
نعلم بها أن بعض المعاني الفاسدة التي تظهر لبعض (1) الناس غير مرادة
حتى نقول: ما ظهر لهذا المخطىء غير مراد، فلأن يكون لنا أدلة نعلم
بها ن ما تأوله عليه المتأول المخطىء غير مراد أولى وأحرى. فليس
للرجل كل ما ساغ في اللغة لبعض الشعراء والاعراب أو العامة أن يحمل
عليه كلام الله وكلام رسوله، إلا إذا كان ذلك غير مخالف لما علم من
نعت الله ورسوله، وكانت إرادة ذلك المعنى بذلك اللفظ مما يصلح أ ن
ينسب إلى الله ورسوله.
فهذا أصل عظيم تجب معرفته، ومن اعتنى به علم أن أكثر أو كثيرا
مما يدعيه المحرفون في التأويلات هو مما يعلم به أن الرسول لا يصلح
أن يريده بذلك الكلام، وإن كان ذلك مما يسوغ في اللغة لبعض العوام،
وفيما يدعى من التأويل مواضع كثيرة لا تسوغ في اللغة. فلابد ن يكون
المعنى الذي يصرف إليه المتأول الخطاب مما يسوغ في اللغة ويسوغ
إضافته إلى الشارع صاصط الخطاب عند أهل العلم و ولي الالباب.
ولهذا كان المصنفون في إبطال التأويلات إذا كشفوها تبين بطلانها
بادنى نظر، وقد فصلنا بطلان التاويل الذي ذكره مثل علو العظمة،
وذكرنا يضا الاستيلاء. ومن نظر بافي التأويلات المخالفة للدلالة
__________
(1) في الاصل: "لبعد".
102

الصفحة 102