كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الظاهرة رأى من العجائب ما يضحك عجبا ويبكي خشية وهربا، فانظر
تأويلات القرامطة والفلاسفة والمعتزلة والرافضة ومن اتبعهم ومن اتبع
بعض هولاء المتكلمين من متكلمة الجماعة وأهل الحديث ومتصوفتهم
يرى ملحا أجاخا قبح من الاحاديث الموضوعة والمغازي المصنوعة،
مثل ما يحكيه السوال في سيرة عنترة والبطال من أنواع الكذب
والمحال، وما يدخلونه في مغازي علي رضي الله عنه مع رسول الله ع! يم
وغيره من أنواع الاحاديث التي هي عند من يعلم صفة الحال من
الاعاحب، فهؤلاء في الرواية.
وكذلك المتأولون إذا رأيت ما يصرفون إليه الكلام من المعاني، وما
يقدرونه لذلك من المباني، وما يحملون عليه أحسن الكلام المتشابه
المثاني - تجد من أنواع الهراء التي هي فوق مطلق الكذب والافتراء، ما
يليق أن يقرن بحكايات السوال، ولو ذكره المساخر لمن يضحك منه
لاخذوا به الأموال، لكن هو عند المؤمن بالله ورسوله مما يعذ صاحبه
من أهل الافتراء على الله ورسوله. وقد يكون العيب لهم والهجاء لهم من
نوع الجهاد في سبيله، كما مر النبي! حسان بن ثابت أن يهجو
المشركين، وقال: "هو أنكا فيهم من وخز الابر" (1)، وقال: "اهجهم
وهاجهم وجبريل معك" (2)، وقال: "اللهم أيده بروح القدس " (3)،
وقال: " ن روح القدس معك ما دمت تنا! ح عن رسول الله " (4). وفي
__________
(1) اخرج مسلم (2490) عن عائشة مرفوعا بلفظ: "اهجوا قريشا، فإنه اشد عليها
من رشق بالانبل".
(2) أخرجه البخاري (3213) ومسلم (2486) عن البراء بن عازب.
(3) أخرجه البخاري (453) ومسلم (2485) عن ابي هريرة.
(4) اخرجه مسلم (2490) عن عائشة.
103