كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الكذاب بما قبلوه من قرانه المفترى من دون الله، وإن كان قد زعم أنه
شريك لرسول الله في الرسالة. وما من أحد خرج عن الكتاب والسنة إلا
وقد جعل مع الرسول كبيرا له يشركه معه في التصديق والطاعة، لاسيما
الغالية من الجهمية والاتحادية والباطنية ونحوهم عند [هم] كلام سادتهم
وكبرائهم مضاه لكلام الله ورسوله، وكثيرا ما يقدمونه عليه ذوقا ووجدا
وحالا واعتقادا ومقالا. ومنهم من يفضله على كلام الله، حتى يقول:
كلام الله يوصل إلى الجنة، وكلامنا يوصل إلى الله تعالى. والقران للعوام
وكلامنا للخواص. ويقول أحدهم: رأيت النبي! يم في المنام وقال لي:
هؤلاء غلمان و نت خشداش (1). وهذا بعينه قول مسيلمة الكذاب، إ ذ
ادعى أنه أوحي إليه وأنه نظير لمحمد جم! يه من هؤلاء. و ما المقتصد منهم
فلا يعتقدون ذلك، لكنه لازنم لهم في مواضع كثيرة.
فليتدبر المؤمن هذا الموضع، فانه عظيم الفائدة، وذلك أن الذين
كانوا مقرين برسالة محمد! يو وفيهم نوع إيمان به كان فيهم من يجعل له
شريكا في الطاعة، مثل ما كانوا يطيعون عبدالله بن أبي رئيس المنافقين
وكبيرهم، وكان أهل المدينة قد عزموا على عقد الملك له قبل مجيء
رسول الله! مو ليها، فلما رد الله ذلك بالحق الذي بعث به رسوله شرق
بذلك. ولما خرج النبي لمجقه معسكرا إلى أحد رجع ابن أبي ورجع معه
ثلث الناس. وكان يقوم في المسجد ويحض على طاعة النبي لمجر،
وأخباره معروفة.
وكان من المسلمين من يطيعه في كثيرٍ من الامور ويقبل منه وان لم
__________
(1) أصله "خواجه تاش" بمعنى خادم السيد، انظر سواء السبيل (ف. عبدالرحيم)
ص 69.
105

الصفحة 105