كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يكن مناففا محضا، كما قال تعالى: < واليكل سمعون لهتم > 1 التوبة/ 47].
ولهذاغضب له سعد بن عبادة في نوبة الافك، وكان أيضا في المؤمنين به
مثل ذي الخويصرة التميمي رأس الخوارج والمبتدعين المفارقين للسنة
والجماعة. ثم إنه في اخر عمره ادعى مسيلمة الكذاب أنه أشرك معه في
الامر، و ن كلاهما (1) رسول الله، وكان يقيم الصلوات ويقرأ عنده قرانه
والقران الذي جاء به رسول الله! يم، وسيرته في الردة معروفة.
فمسيلمة و مثاله نظير لكل من ادعى أن له في الدين حكما مع
الرسالة، اما في أصول الدين واما في فروعه، بحيث يطاع كما يطاع
الرسول، سواء كان ذلك دعوى قياس ونظر أو ذوق أو بصر أو غير ذلك،
وان كان الواحد من هؤلاء يشبه مسيلمة من وجه دون وجه، ففيهم من
هو أكذب منه، وفيهم من هو خير منه.
ومن قرن بالرسالة وآثارها طريقة عقلييه أو ذوقية يناظرها بها فهو
شبيه بالذين قرنوا ما جاء به مسيلمة بما جاء به محمد، فان كلاهما في
الحقيقة كذب، وان اشتبه 6 بالحق على حلق كثير، فقد اتبع مسليمة ألوف
مؤلفة، وما حارب المسلمين أحد أعظم من (2) أصحابه، وكان قتاله من
أعظم فضائل الصديق الذي صدق الرسالة، للكذاب الذي قرنها بما
يقوله.
ومن قرن بالرسالة رئاسة دنيوية بحيث يجعل طاعتها كطاعتها، كما
يفعل أتباع الملوك وإلرؤساء والاغنياء، فقيهم شوب من المطيعين لابن
__________
(1) كذا في الاصل بالالف، وهو سلوب المؤلف.
(2) في الاصل: "من اعظم ".
106

الصفحة 106