كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

تعالى. ولقد بحثت عن هذا الباب وكشفته، وطالعت التفاسير المنقولة
عن الصحابة نقلا صحيحا، فلم أجد عن أحد من الصحابة أنه تأولى اية
واحدة من الايات التي ظاهرها صفة على نفي الصفة، بل وجدت عنهم
من الاثار التي تقرر النصوص ولثبت الصفات وتصرح بمنافاة قول
المتأولين والمعطلين مالا يتسع هذا الموضع لكتابته، ولا يحضرني
تفاصيل ذلك، وليست الكتب عندي، وكتابة مثل هذا من الحفظ متعذر.
فهذا السؤال الذي أورده قد انقلب عليه، وهو من أعظم الحجج
القطعية على صحة مذهب المثبتة للصفات المانعين عما يضادها من
التأويلات، إذ جميع الصحابة قد ثبت عنهم بأنواع الثابت من المنقولات
إثبات صفة العلو وغيرها من الصفات، بالنصوص الصريحة التي لا
تحتمل خلاف ذلك، ولم ينقل عن أحد منهم تأويل يخالف ذلك بما
يخالف الظاهر. فالمتأولى بما يخالف الظاهر مع أنه مبتدع لهذه
التأويلات، فهي بدعة مخالفة لاجماع السلف، لا بدعة مسكوت عنها.
ومع أنهم لم يتأولوا ما ظاهره الصفة فلم أعلم عن الصحابة نزاعا
فيما يقال: إنه من الصفات، إ لا في قوله: < يوم يكشف عن ساق)، فان هذا
متنازع فيها زمن الصحابة، فعن ابن عباس وطائفة ما ذكره المعترض أ ن
المراد به الكشف عن شدة. وقد بعد عهدي بالاسناد عن ابن عباس هل
هو متصل أو منقطع 1). وعن أبي سعيد الخدري وغيره جعله من
الصفات، وفي الصحيحين (2) حديث أبي سعيد (3) وغيره.
__________
(1) في هامش الاصل: "صحح إسناده البيهقي، كذا في الدر".
(2) البخاري (9 1 9 4، 7439) ومسلم (183).
(3) في هامش لاصل: "أخرج البخاري وابن المنذر و بن مردويه عن أبي سعيد: =
108

الصفحة 108