كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
تاول شيئا من النصوص التي ظاهرها الصفة، بل القول فيهم كالقول في
الصحابة، إلا أن دعوى الاحاطة بكلامهم أصعب، وعامة الائمة
والمفسرين على إثبات الصفات كما تقدم عن الصحابة، والنقول بذلك
عنهم كثيرة لاتنحصر، وبينهم نزاع في الساق كما تقدم. وقد نقل عن
مجاهد (1) في قوله تعالى: < فأتنماتولو فثم وجه الئؤ) [البقرة / 15 1] أي فثم
قبلة الله، ومن قال ذلك منع أن يكون لفط الوجه هنا ظاهرا في الصفة،
بل الوجه كالوجهة، كما قال تعالى: < ولؤ وجهة هو موليها) [البقرة/
148]، ومن أثبت الصفة مع ذلك سلك طريقة أخرى.
والمقصود هنا بيان أنه لانسلم أن ظاهر الخطاب إذا كان صفة لله
تاولها السلف.
وان كان المراد بالسلف من كان في زمن الائمة من أهل البدع مثل
الجهم والجعد، أو من بعد هؤلاء مثل أبي الهذيل العلاف وطبقته وبشر
المريسي ونحوه، فهؤلاء الذين ابتدعوا هذه التأويلات، والكلام فيها
معهم ومع أتباعهم.
الوجه الثاني: أنه لو ثبت عن بعض الصحابة أو التابعين تاويل فهو
مثل تنازعهم في تفسير الايات وبعض الاحكام، فمن المعلوم أن الاية
التي ذكر تأويلها عن ابن عباس قد نازعه فيها غيره، وقد قال تعالى:
< فارز ننزغنم في شىءٍ فرذوه إلى أدله والرسول! ن كننم تومنون لالله و ليؤم ا ف! خر ذ لك خئر
و! خسن تأوللأ!) [النساء/ 59]. وليس قول بعض الصحابة حجة على
بعض.
__________
(1) اخرجه عنه الترمذي (2958). والبيهقي في السنن الكبرى (13/ 2).