كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
التأويل أحاديث صفات، بل يقولون: أحاديث الاضافات، كما يقول ابن
عقيل وطائفة معه، أو يقولون: مشكل الحديث أو متشابهه. و ما قول
الأوزاعي: كنا نؤمن ما وردت به السنة من صفاته (1).
الوجه السابع (2): أن نقله عن ابن عباس "إذا خفي عليكم شيء من
القران فابتغوه في الشعر" لا يدل على مورد النزاع، فان هذه الايات
والاحاديث المفهوم معناها الظاهر مدلولها لم يخف علينا حتى نطلبة من
الشعر، ومانما قال ذلك في الالفاظ الغريبة المتداولة، مثل قسورة
وضيزى ونحو ذلك من الالفاظ الغريبة. ولهذا روي أن نافع بن الازرق
كان يسأل ابن عباس عن شيء من غريب القران، فيجيبه عنه ويستدل
لمعناه بما يرويه من الشعر (3)، فأين الاستدلال بالشعر على اللفط الذي
لا ظاهر له ولا يفهم له معنى من الاستدلال به على صرف النصوص عن
مدلولها ومعناها؟ ينبغي لمن تكلم أن يعقل ما يقول ثم يتكلم، فبمثل
هذه الاستدلالات وقع التحريف في الكتاب والسنة، فلا حول ولا قوة
إلا بالله.
الوجه الثامن: أن هذه المسالة فيها نزاع، وهو التمثل للقرآن ببيت
من الشعر وتفسيره بمجرد اللغة، وفيه روايتان عن أحمد، إحداهما جواز
ذلك لما تقدم، والثانية المنع من ذلك، لما تقدم من أن الصحابة
__________
(1) لعل هنا سقطا ذهب بتتمة الكلام والوجه السادس.
(2) في هامش الأصل: "كذا في الاصل، لم يذكر الوجه السادس ".
(3) تعرف بمسائل نافع بن الازرق عن ابن عباس، وقد أخرجها الطبراني في
المعجم الكبير (248/ 10 - 256) وغيره. و وردها السيوطي في الإتقان
(55/ 2 - 88) نقلا عن الطستي، وفرقها في الدر المنثور بروايته. ولا يصح
إسنادهاه
112