كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والتابعين نقلوا معاني القرآن عن النبي! يم، فلا حاجة إلى اخذ معانيه من
أحد، ومن قال هذا طالب بصحة النقل عن ابن عباس، أو حمل هذا على
الصورة التي يتعذر فيها النقل عن الصحابة. وهذا قريب، ولهذا قال:
"إذا خفي عليكم "، وانما يخفى عليهم إذا لم يكن منقولأ عن الصحابة
والتابعين.
الوجه التاسع: أن! ول لهم: إن كان قول الصحابي في التفسير
حجة فعن الصحابة من التفسير المثبت للصفات المبطل لتأويلات
الجهمية مالا يعلمه الا الله، وان لم يكن مقبولأ فلا حجة لكم في قولكم
عن ابن عباس هذا، فعلى التقديرين حجتكم باطلة، والتفسير المنقول
عنهم في إثبات الصفات منصوص في موارد النزاع.
فصل
و ما الوجه الرابع - وهو قوله: " عارضتها الادلة القطعية " - فجوابه
من وجوه:
أحدها: أن المثبتة لا تسلم ن موجب النصوص عارضها دليل
قطعي قط، وكل ما يقال إنه قطعي تبين أنه ليس بدليل أصلا، فضلا عن
أن يقال: إنه قطعي، وكان الواجب عليه بيان هذا الدليل القطعي. بل
المثبتة تقول: الادلة العقلية القطعتة تبطل مذاهب المعطلة النفاة، فهم
يمنعون صحة الأدلة العقلية التي احتج بها النفاة، ويعارضون بأدلتهم
العقلية التي هي أثبت وأقوى، بل جممبتون فساد حجة النفاة بالعقل الصريح
وصحة قولهم بالعقل الصريح.
الوجه الثاني أن يقال: من المعلوم أن الدليل القطعي مبني على
مقدمتين، إحداهما أن موجب الصفات مستلزم للتجسيم والتشبيه،
113