كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
والتجسيم والتشبيه منتف، فيجب نفي موجبها ويتعين تأويلها. واذا كان
هذا أجيب عنه بالاستفسار المتضمن لمنع إحدى المقدمتين، وهو أ ن
يقال: إن كان التجسيم الذي تعنيه قد دلت عليه النصوص فلا نسلم
انتفاءه، وان لم تكن دلت على منع المقدمة الاولىه
وحقيقة الجواب أن ما هو مدلولها لم ينفه العقل، والذي نفاه العقل
ليس مدلولها، وانما وقدت الشبهة في الاشتراك والإجمال الواقع في
لفط التجسيم، واشتباه مالا ينفيه العقل بما ينفيه، وذلك أن في لفط
التجسيم تنازعا كثيرا بين الناس قد بسطنا القول فيه في "قاعدة التعطيل
والتجسيم "، وربما نذكرها إن شاء الله تعالى.
ولكن نذكر هنا التنبيه على النكتة، فان المثبت لمدلول النصوص
والصفات لله تعالى يقول للنافي: قولك " ظاهرها التجسيم " أتريد به أ ن
الله جسم من جنس الاجسام المخلوقة، بحيث يكون من جنس البشر
لحما ودما وعصبا وعظما، كما يذكر هذا عن بعض المشبهة، أو من غير
جنس البشر من السماوات أو الارض أو الملائكة أو الجن أو غير ذلك
من المخلوقات؟ إن أردت به أن هذا ظاهرها - وهذا منتف - أصبت في
قولاش: "هذا منتف "، وهو المقدمة الثانية، وقوللش: " التجسيم منتف،
والله منزب! عن التجسيم "، وأخطأت في قولك: " إن هذا ظاهرها".
أما الأول فقد روي من وجوه عن النبي لمجيو أن قوما من المشركين
من أهل الكتاب سألوه عن ربه ومعبوده الذي يدعو إليه مما هو؟ من
ذهب أو فضة أو كذا أو كذا، وسموا ما سموا من أجناس الاجسام،
فانزل الله تعالى: < قل هو الله حد * > [! خلاص/ 1]، وأنزل:
< ويزسل الضواعق قيصيب بها من لمجثاء وهم يخدلون في ألله وهو شديد
114