كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
اقطل * > [الرعد/ 13]، و صابته صاعقة فاذهبت بقحف راسه (1).
فأهلك الله تعالى من سأل عن مجانسته المخلوقات. وهو من جنس
سؤال فرعون < وما رث العشلمين!) [الشعراء/ 23]، فانه لا يمكن أ ن
يذكر أن الله تعالى أو شيئا من المخلوقات يشتركان في الحقيقة الجنسية،
كاشتراك الانسان وسائر الحيوان في الحيوانية، أو كاشتراك الحيوان
والنبات في النمو والاغتذاء، ولا كاشتراك الاجسام النامية والجامدة فيما
تتجانس فيه. ومن سأل عن ذلك فهو كمن سأل عن نسبه وقال: من أبوه
ومن ابنه؟
ولهذا أنزل الله تعالى سورة الاخلاص التي هي نسبته وصفته، فقال:
<فرهو لله أحد* لله الص! مد* لم يلدولم يولذ*ولم يكن
لم! كفوا أحدم *>، فنزهه وقدسه عن الاصول والفروع والئظراء
والامثال. وليس في المخلوقات شيء إلا ولابد أن ينسب إلى بعض هذه
من الاعيان والمعاني، فالحيوان من الادمي وغيره لابد أن يكون له إما
والد وإما مولود صماما نظير هو كفؤه، وكذلك الجن والملائكة، ولهذا
قال سبحانه: < وصمن صعل لسئ: خلقنا زؤجين لعلكل ندكروق!) [الذاريات/
49]، قال بعض السلف: لعلكم تذكرون فتعلمون أن خالق الازواج
واحدّ.
وقال تعالى: < والشفع والوتر *> [دفجر/ 3]، قال مجاهد: كل شيء
خلقه فهو شفع، السماء شفع والارض شفع، والوتر الله تعالى. وهذا هو
__________
(1) اخرجه النسائي في السنن الكبرى 112591) والبزار كما في كشف الاستار
22211) و بو يعلى 3342،33411، 3468) والطبري في تفسيره 131/ 480)
وغيرهم عن أنس بن مالك.
115