كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وكذلك قوله: <فلا تخعلو دله أندابر > [البقرة/ 22]، < ومن
لناس! ن يئخذمن ون الله أندامما> [دبقرة / 165]. والند: المناد المناوىء،
ومن المعلوم أن أحدا لم يجعل لله من يكافئه في كل شيء، ولكن في
بعض الاشياء دون بعض، فعلم أن الله لا يكون له ند في شيء من
الاشياء.
ولهذا لما سمع النبي! ير رجلا يقول: ما شاء الله وشئت، فقال:
"أجعلتني لله ندا؟ قل: ما شاء الله وحده " (1). وفي السنن (2) أن رجلا
رأى يهوديا يعير المسلمين يقول: نعم القوم أنتم لولا أنكم تنددون!
تقولون: ماشاء الله وشاء محمد، فنهاهم النبي ع! يم عن ذلك وقال:
"قولوا: ما شاء الله ثم شاء محمد".
فمن جعل لشيء من صفاته من علمه أو قدرته أو حياته أو سمعه أو
بصره أو رضاه أو غضبه أو رحمته أو حلقه بيديه أو إتيانه أو مجيئه أو
استوائه. أو نزوله أو غير ذلك عدلا و مثلا مما يوجد في المخلوقين فقد
سؤاه برب العالمين في ذلك، وجعل له عدلا في ذلك، كما أ ن
المشركين إنما جعلوا له عدلا ويدا ومساويا في بعض الامور.
ولهذا قال الامام أحمد في رواية حنبل: المشبه الذي يقول: بصر
كبصري ويد كيدي وقدم كقدمي، ومن قال ذلك فقد شبه الله بخلقه،
ومن قال هذا فهو ممثل بربه عادل به مسو به، ولو جعل أحدهما أكبر من
__________
(1)
(2)
خرجه أحمد (224،214/ 1، 347،283) والبخاري في الأدب المفرد
(783) وابن ماجه (2117) عن ابن عباس. وهو حديث صحيح.
خرجه أحمد (393/ 5) وابن ماجه (2118) عن حذيفة بن اليمان. وهو
حب صحبح.
118