كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

الاخر. فلو جعل صفاته مثل صفات خلقه في الجنس وجعلها عظم في
القدر، مثل أن يجعل بصره من جنس بصر العبد لكنه أعظم منه، كما
يحكى عمن قال من المشبهة: إنه على صورة الانسان لحم ودم، ولكنه
عظيم القدر كبير الجمه، فهؤلاء قد سووا برب العالمين في حقيقته
وعدلوا يه.
كما قدمنا أن المنفي بالنصوص والذي ذم الله به العالمين هو التسوية
والعدل! به ولو في بعض الامور، وذكرنا ن الذين سالوا عن جنسه من
المخلوقات بين الله لهم أنه لا كفؤ له، فبين انتفاء المكافأة في شيء من
الأشياء، لان الاشتراك في الجنس والحقيقة تكافو (1) في ذلك، وهو نفى
الكفو مطلقا. فالماء القليل من جنس الماء الكثير كفو له في ذلك،
وكذلك سائر الاجسام المتجانسة المتماثلة في الحقيقة، وان تفاوتت في
المقدار.
وانتفاء هذا كما دلت عليه نصوص الكتاب والسنة [ووردت] (2)
أخبار بذلك، فقد بين الله تعالى أن انتفاء ذلك معلوم بالعقل أيضا في مثل
قوله: < هل تعلل! سميا*> 1 مريم/ 65] وغير ذلك، فانا نعلم بعقلنا نه
لا سمي له ولا عدل! ولا كفؤ ولا ند في شيء من الاشياء، وذلك أ ن
المتماثلين في الحقيقة وان تفاوتا قي المقدار كالماءين والترابين
والعظمين واللحمين [و] غير (3) ذلك من الاجسام لابد أن يجوز على
أحدهما ما يجوز على الآخر، ويجب له ما يجب له، ويمتنع عليه ما
__________
(1) في الاصل: "تكافى".
(2) زيادة ليستقيم السياق.
(3) في الاصل: "عن ".
119

الصفحة 119