كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
التقدير الذي يمتنع وجوده، فان هذه المقدرات التي لم توجد: منها
ماهو ممتنع في نفسه، فيكون لازمه ممتنغا، ومنها ما قدعلمنا أنه لا
يكون، وان كان في نفسه غير ممتنع، فيكون لازمه مالا يكون، ويسمى
هذا ممتنعا لغيره، لمشيئة الله ولعلمه واخباره بأن ذلك لا يكون. مثل
قولهم: لو لم يقتل المقتول هل كان يعيش؟ فهذا التقدير معلوم العدم
ممتنع لغيره، فان الله شاء ذلك وعلمه وكتبه، فلم يكن يمكن لمشيئة الله
وعلمه أن يقع إلا ذلك. فاذا قدر عدم المشيئة لقتله وعدم تعلق العلم
كان هذا تقدير عدم الوجود، فيلزم عدم الموجود وهو قتله، فاذا لم يقتل
أمكن أن يعيش وأن يموت بسبب اخر، فلو لم يقتل لزم أحد الامرين،
لكن قتله لابذ من وجوده.
وقد يقدر الممتنع لذاته، كما يقال: لو لم يكن خالق لم يكن
ط! (1)
!، مثل قول النبي! ير والصحابة حيث يقولون وهم يرتجزولى:
لاهم لولا نت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا (2)
وربما قالوا:
وا لله لولا نت ما اهتد ينا و لا تصد قنا و لا صلينا
وكذلك قوله: < ولولا فضحل الله عليكؤورخته- ما بمث منكم فن أحد أبدا)
1 لنور/ 1 2]، و< لولاكتب من الله سبى لمسكخ فيما أضذتم عذاب عظيم * >
1 الانفال/ 68]، ونظائره متعددة.
فقد يقدر عدم الموجود ليعلم كيف الأمور مع عدمه، ويقدر وجود
__________
(1)
(2)
في الاصل: "خالقا" و"مخلوفا" بالنصب، والوجه ما ئبته، وكان هنا تامة.
أخرجه البخاري (4 0 41، 06 41) ومسلم (18.3) عن البراء بن عازب.
122