كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

يجمع قومه المشركين على قولب يلقونه إلى الناس يصدونهم عن اتباع
الرسول، فعرضوا على الاتهم (1)، هذا يقول: ساحر، وهذا يقول:
كاهن، وهذا يقول: مجنون، وهو يرد ذلك، ويبين أن مثل هذا القول لا
ينفق على الناس ولا يقبلونه لظهور بطلانه، ثم <فكروقذر! نر كف
قدر! ثم قنل يهف قذر! ثم نظر * ثم عبس وبسر! ثم إترو شتكبر! فقال إن
هذآإلا تحر يؤثر! ن هذا الا قول البشر!) [المدثر/ 8 1 - ه 2].
ووجه قولي: إنه سحر أي إنه يسحر قلوب المتبعين له، حتى يفرق
بين المرء ووالده، والمرء وولده، والمرء وأخيه. فجعل هذا القدر
المشترك الذي يفعل الساحر مثله هو وجه كونه سحرا.
وأما وجه كونه قول البشر فهو يشبه من بعض الوجوه ما يقول
البشر، فهو نظير قول الفلاسفة الذين قالوا: إنه فيض يفيض عليهم من
العقل الفعال، كما يفيض سائر كلام المتكلمين على قلوبهم. وشاركهم
في بعض قولهم من يقول: القران مخلوق، أو يقول: إن حروف القران
مخلوقة.
فهذا التفكير والتقدير الذي يطلب به معارضة القدر الذي أنزل الله به
كتبه وأرسل به رسله، كما يفعله فصلاء المتفلسفة والمتكلمة من جميع
الظوائف في دفع ما جاء به الكتاب والسنة، هو التفكير والتقدير الذي
ذمه الله تعالى، وقال في مثله: < ما ئحدل فى ءالث لله إلا الذين كفرؤا)
[غافر/ 4]، وقال: < وهم ئحدلون في ألله وهو شديد افحال! > [درعد/
13]، < إن ا لى مجدلون فى-ءايت لله يغتر سئطن أتمهم إن فى
__________
(1) كذا في الاصل، ولعل الصواب: "فعرضوه على ارائهم ".
124

الصفحة 124