كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وهذا جائز عليه الجهل بكل شيء والعجز عن كل شيء، فيكون كل
منهما واجبا له بنفسه وجائزا عليه العلم بكل شيء والقدرة على كل
شيء، وهذا ممتنع.
ويكون هذا واجبا له أن يكون سميعا لكل مسموع وبصيرا بكل
مرئي، وهذا جائز. عليه أن لا يسمع ولا يبصر شيئا، فيجتمع هذان
الوصفان، وهو محال.
ويكون هذا يمتنع عليه الافات المذكورة، [وهذا يجوز عليه الافات
المذكورة]، فيكون كل منهما يجوز عليه الآفات ويمتنع، وهو ممتنع.
ويكون هذا معدوما بنفسه لا يوجد إلا بخالقه، [وهذا] واجب
الوجود بنفسه لا تقبل ذاته العدم، وهذا محال.
فقد تبين أنه يلزم اجتماع النقيضين من وجوه كثيرة على تقدير إثبات
المثل. وهذا باب واسع تبين فيه بهذه التقديرات المحالات اللازمة من
فرض تماثل الخالق والمخلوق، ليعلم أن هذا ممتنع في نفسه متناقض لا
يمصور، وان كان يلزم من التمثيل أيضا ما هو ممتنع، من وصف الخالق
سبحانه وتعالى بصفات المخلوق الناقصة، ووصف المخلوق بصفات
الخالق التي هي من خصائصه، فان ذلك يبين استحالة تماثل الخالق
والمخلوق من غير تعيين، وهذا بيان الاستحالة في الخالق الحق المعين
الموجود وفي المخلوق الموجود المعلوم، وكل هذه طرق صحيحة.
ولهذا قال سبحانه: <هل تعلم لو سميا *> [مريم/ 65]، وهذا من
الامثال المضروبة، كما سمى الله بذلان قول القائلين: < من يش العطم
و! رميم! > [يس/ 78] لما قال سبحانه: < وضحرب فا مثلأ ودنمى ظقه
126