كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
قال من يخى العظام وهي رميص!)، فان هذه الجمل الاستفهامية هي
استفهام إنكار، إنكار نفي وسلب ونهي ومنع، فهي متضمنة لشيئين:
أحدهما نفي أن يعلم له سميئ، وهو أنك لا تعلم له سمئا. والثاني:
الانكار على من يقول: إن ذلك يعلم، إذ لو أراد سبحانه النفي البحت
لقال: ما تعلم له سميا. فهذا يكون فيه نفي علمه لا إنكار وجوده، فلما
قال: "هل تعلم " كان إنكارا لوجود ذلك ونفيا لان يكون، ولهذا قال:
"هل تعلم "، ولم يقل: "هل علمت "، ليبين الانكار والنفي لوجود العلم
مطلقا، فان الفعل المضارع مطلق بنوه لما هو كائن لم ينقطع، هذا لفظ
سيبويه (1). كما بنوا الماضي لما مضى، وبنوا الأمر لما لم يكن بعد.
ونظيره أن تقول: هل ياتي نبي بعد محمد؟ هل تقوم الساعة الان؟
هل يتخذ الله ولدا؟ هل يعلم أحا أو يقول عاقل: إن الواحد مثل الاثنين؟
ونحو ذلك مما تبئن فيه امتناع ذلك وإنكار وجوده، وتبين أن وجوده
ممتنع، وأنه مما يجب إنكاره وينكر على من ادعاه.
ثم دل ذلك على نفي متعلقه أيضا، فان الحق لا ينكر العلم به،
وإنما ينكر العلم بما لا حقيقة له، لقوله: < قل اتنئون دله لما لايذلم في
السموات ولافى لازضن) [يونس/ 18]، فدل هذا المثل أ2) على أنه لا سمي
له، وعلى أن لا يعلم أحد له سميا، وعلى أنه لا يمكن أن يكون له
سمي، وعلى أنه لا يمكن أن يعلم له سميئ، دل على نفيه ونفي إمكانه،
ونفي العلم به و بإمكانه، في هذا اللفظ الوجيز المختصر.
__________
(1) الكتاب 1/ 2 1.
(2) في الاصل: "على هذا المثل ".
127