كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
فالعقل الشريف عقل هذه الامثال، كما قال تعالى: < ولث
الامثل نضربها للناس! وما يعق! ها إلا ألمحالمون!) [العنكبوت/ 43]،
فالعالمون يعقلون هذا المثل كما قال تعالى، وعقلهم له معرفتهم بما فيه
من الحق وبدلالته على الحق المطلوب، حتى يبقوا عالمين بعقلهم للحق
المطلوب، لا على وجه التقليد لمجرد صدق المخبر، لكن كما قال
تعالى: (ويرى الذين أوتو العلم الذي نزل إلضث من ربث هو الحق) أسبا/
6]. فاذا أوتوا العلم عقلوا أن الذي أنزل إليه من ربه من الأحكام الخبرية
والامرية والادلة الدالة عليها -كالامثال المضروبة في القران - أنه هو
الحق، فإن العاقل إنما يعقل مالم يكن عنده من العلم بما هو عنده،
وبالعلم بالمقدمات تعلم نتائجها. ولهذا قال تعالى: إن الامثال
المضروبة <ما يعقلها إلا آلدون!) [العنكبوت/ 43]، وأخبر أ ن
الذين أوتوا العلم يرون الذي < نزل إلضث من رفي هو الحق ويهدى إ ك
صررو العشفي لحميد*> أسبأ/ 6].
واذا تبين بالقران وبعقل (1) الامثال المضروبة فيه امتناع السمي لله،
وأنه يمتنع أن يكون سميا في شيء من الاشياء حصل المقصود. والسميئ
هو المثل والشبه، كما نقل عن ابن عباس (2)، وهو إما أن يكون مأخوذا
من المساماة وهي المرافعة والمعالاة، كما قالت عائشة عن زينب:
" وهي التي كانت تساميني من أزواج النبي لمجيم " (3). فيكون "فعيل " بمعنى
الفاعل، كالاكيل والقعيد والنظير.
__________
(1) في الاصل: "بالعقل".
(2) اخرجه الطبري في تفسيره (15/ 585) والبيهقي في شعب الايمان (122).
(3) اخرجه مسلم (2422).
128