كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

وإما أن يكون بمعنى المسمى باسمه، كما قال في قصة يحيى: < لم
نجعل لم من قتل سما!) 1 مريم/ 7]، فمن سمي باسم غيره فهو سميئ
له، إذ الاسم هو مشتق في الاشتقاق التام من سما يسمو، وان كان في
الاشتقاق الاوسط من وسم يسم، كما قال ذلك من قاله من نحاة الكوفة،
كما بينا أنواع الاشتقاق في غير هذا الموضع.
فسواء كان السمي من التسمية أو لمساماة فان مرجعهما إلى شيء
واحد، فان المسمى باسم الشيء هو مسام له وإن لم يقصد ذلك،
والمسامي للشيء لابد أن يسمى بأسمائه، إذ المراد بالاسم في هذه
المواضع ليس هو مجرد اللفط الذي يكون علما كأسماء الاعلام، وإنما
المراد بالاسماء ما يدل على نعوت المسمى وصفاته، فان الاسم يرفع
المسمى ويعليه، وإذا ارتفع وعلا ظهر وتجلى، وذلك هو وصفه واظهار
مافيه. وهذا هو الذي عابه الله تعالى على من سمى الاوثان باسماء < ما
أنزل لله بها من سلطق) [الانجم/ 23].
ولهذا كانت أسماء الله الحسنى صفات له قولية، وهي دالة على
صفاته المعنوية، فيكون الله تعالى قد نفى الامكان أن يكون لله من يسمى
بأسمائه أو يساميه، وهذا لا ينافي ما ذكرناه أولا مما. في كتاب الله تعالى
أن الله تعالى سمى نفسه بأسماء وسمى بعض مخلوقاته بتلك الاسماء،
لأنا قد بينا فيما تقدم مافي الاسماء من الدلالة على المشترك والمميز،
ونحن نلخص في هذا المكان مقصوده:
وهو أن أسماء الله - مثل العليم والقدير والرحمن والرحيم - دالة
على نفسه المقذسة بما لها من نفس علمه وقدرته ورحمته، وهذا الاسم
الذي دل على هذا المعنى لا يجوز أن يسمى به سواه أصلا، واذا أطلقناه
129

الصفحة 129