كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
على المخلوق وقلنا في الانسان: سميع بصير، فهذا الاسم الذي د ل
على حقيقة سمع المخلوق وبصره لا يسمى الله به قط، وأما الاسم
المطلق الذي لا يضاف فهو دال على القدر المشترك. فالاسم وإن كان
لفظه قبل الاضافة والتعريف واحدا، فهو بالإضافة والتعريف يصير دالا
على أكثر مما كان دالا عليه حين التجرد.
ولهذا قال الفقهاء في باب الايمان: إن أسماء الله ثلاثة أصناف:
منها: ماهو نص، كقوله: الله، ورب العالمين، و رحم الراحمين،
ونحو ذلك. فهذه تكون يمينا لا تحتمل غير ذلك.
ومنها: ماهو ظاهر، وهو مايكون بإطلاقه لله، وقد يسمى به غيره
بالقرينة، كقوله: العزيز والحكيم والرووف والرحيم، ونحو ذللش.
ومنها: ما هو مجمل، لا ينصرف إطلاقه إلى الخالق والمخلوق إلا
بالقرينة، كقوله: الموجود ونحوه، فهذا لا يكون يمينا إلا إذا نوى به
الله، وهل يكون يمينا بالنية على قولين بناء على أن اليمين بالله تعالى هل
تنعقد بالكناية: أحدهما يكون يمينا، وهو المشهور من مذهب أبي حنيفة
وأحمد وغيرهما. والثاني: لا يكون يمينا، وهو ظاهر مذهب الشافعي
وقول القاضي أبي يعلى في بعض كتبه.
وهذا ثابت في جميع الاسماء التي تتغير دلالتها بالتقييد والاضافة
في أسماء المخلوقين، فكيف بالاسم الدال على الخالق والمخلوق؟
فلفط "الرسول" واحد، ومع هذا فلما قال: < فعصئ فرغوت الرسول)
[المزمل/ 16] وقال لنا: < لاتجعلوا دعاء الرشول بينتم) [النور/ 63] لم
تكن صفة الرسالة وقدرها المدلول عليها باسم الرسول في أحد
الموضعين هي الصفة والقدر المدلول عليها به في الموضع الاخر.
130