كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ويقال: هذا رسول هذه الامة، ويقال في ذلك: رسول بني إسرائيل، فلا
يسمى أحدهما باسم الاخر مطلقا، وإن اشتركا في بعض مدلول
الاسمين.
ولهذا كان من أسماء هذا الرسول: محمد وأحمد والماحي
والحاشر والعاقب والمقفي ونبي الرحمة ونبي الملحمة والضحوك
والقتال (1)، ونحو ذلك من الاسماء التي يختص هو بمعاني بعضها،
ويختض بكمال معاني باقيها، فليس في الرسل من يسمى بأسمائه
مطلقا، وان كان يشركه في بعض إطلاق بعض أسمائه عليه لمشاركته له
في بعض معانيها.
وهذا لما قدمناه من أن الاسماء المتواطئة تدل بمجردها على القدر
المطلق المشترك الذي لا يوجد مطلقا مشتركا إلا في الذهن، وتدل عند
تعيينها بالتعريف على خصوص المعنى المعين الموجود في الخارج
الذي لا شركة فيه، فمدلولها عند التعيين ليس فيه اشتراك اصلا، كما أنه
ليس فيها اشتراك ولا إطلاق، ولكن الذهن يأخذ القدر المشترك بين
المعنيين، كما ينطق اللسان باللفط المشترك المتواطىء الموجود في
المحلين، وإن كان حال المطلق المشترك المتواطىء كالمعنى المطلق
المشترك، وليس هذا بشرط الاطلاق إلا في الذهن، كما أن اللفظ
المطلق بشرط الإطلاق لا يكون في كلام الناس واستعمالهم، واللفط
المقيد بتعريف الإضاقة وغيرها يطابق المعنى الذ"هني المقيد بفهم تلك
__________
(1) اخرج البخاري (3532، 4896) ومسلم (2354) من حديب جبير بن مطعم
بعض هذه الاسماء، وأخرج مسلم (2355) من حديث أبي موسى الأشعري
بعضها.
131

الصفحة 131