كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الحقيقة المعينة، والحقيقة الخارجة المعينة مطابقة لذلك المعنى
المفهوم من هذا اللفط المعين، واللفظان في حال تعيينهما والمعنيان
الذهنيان (1) والحقيقتان الخارجتان كل منهما متميز بنفسه، ليس فيه
شركة مع غيره، ولكن معنى قولنا: " إنه يشاركه " أن الذهن يدرك أن هذا
يشبه هذا من تلك الجهة، وكل منهما لا يكون في نفسه مطلقا بشرط
الإطلاق ولا مشتركا بشرط الاشتراك، ولكن المعنى المطلق يوجد فيه لا
بشرط الإطلاق، والمشترك يوجد فيه لا بشرط الاشتراك، بل مع تقييد
وتخصيصه
ومن هنا قيل: كما أن بين اللفظين اشتراكا واشتباها قكذلك بين
المعنيين اشتراكا واشتباها (2)، لكن هذا القدر المشترك المشتبه ليس
داخلا في حقيقة أحدهما الخارجة الموجودة أصلا مشتركا، إذ الذي فيها
لا يكون مطلقا بشرط الإطلاق، وانما هو مطلق لا بشرط الاطلاق، بل
هو مقيد بالتعيين، ولا مشتركا بشرط الاشتراك، وإنما يقال: هو مشترك
للمشابهة، بل هو مختص متميز.
ثم إذا عرف هذا [في] جميع الاسماء المتواطئة وأنها إذا دلت على
معنيين لم يكن في المدلولين الخارجين اشتراك، بل كل منهما متميز
بنفسه، فلا يكون اسم هذا اسما لهذا ولا اسم هذا اسما لهذا قط من جهة
التعيين، فان اسم المعين لا يكون اسفا لغيره، لكن إن كان المسميان
متماثلين في بعض الامور صح أن يسمى أحدهما باسم الاخر، ويقال:
هو سميه، فان التماثل في الحقيقة يوجب التماثل في أسمائها، فيقال:
__________
(1) في الاصل: "المعنيان والذهنان".
(2) كذا في الاصل بالنصب.
132