كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

هذا الانسان سمي هذا، وهذا السواد سمي هذا، وهذا العالم سمي هذا،
لتماثلهما في العلم وإن تفاوتا في غيره.
وأما إن كان المسميان غير متماثلين في شيء من الاشياء لم يكن
أحدهما سميا للاخر بحال، فاذا قيل لجبريل: الروج، وقيل: الذبابة
فيها روج، لم تكن روج الذبابة سميا لجبريل الذي اسمه الروج، واذا
[قيل] عن جبريل: < مظاع ثم أميهز!) [التكوير/ 1 2]، وقيل عن بعض أهل
الكتاب: < إن تأمنه بقظا 2 يؤده ء الياب) [آل عمران / 750] لم يكن هذا الامين
سميا لذلك الامين، وذلك لان اللفظ دل على أن بينهما تشابها من بعض
الوجوه، وهو أصل الامانة، و ما حقيقتها وصفتها وقدرها فلم يشتبها
فيه، فلم يكن اسم أحدهما دالا على مثل مدلول اسم الاخر، فلم يكن
سميا له.
فالله تعالى هو السميع البصير، فاذا سمي بعض مخلوقاته بالسميع
البصير لم يكن مدلول اسمه تعالى مثلا لمدلول اسم ذلك المخلوق بوجه
من الوجوه، فاذا لم يكن مسمى السميع البصير الذي هو الذات والصفة
مثلا لذلك، لا الذات مثل الذات ولا الصفة مثل الصفة، امتنع أن يكون
اسم هذا يقال على هذا، و ن يكون سميا له، وان كان من مدلول
الاسمين تشابه من بعض الوجوه. والتشابه ليس هو التماثل بوجه من
الوجوه، فإن الشيء قد يشبه ما يكون مخالفا له، إذ ما من شيئين إلا وقد
يشتبهان ولو في أدنى شيء،.ولو أن في أحدهما غير الاخر وخلافه
وضده، ومثل هذه المشابهة لا توجب تماثلا بوجه من الوجوه، بل رفع
الاشتباه من كل وجه يقتضي عدم أحدهما. وقد قدمنا كلام العلماء في
ذلك، وامتناع محققيهم أن ينفوا المشابهة من كل وجه، وان نفوا
133

الصفحة 133