كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
المماثلة من كل وجه.
فهو سبحانه ليس له شبه ولا له مثل بوجه من الوجوه، ذ التماثل
بوجه من الوجوه منفيئ عن الله تعالى بالنصوص المتقدمة، وبالامثال
العقلية المضروبة التي أرشد إليها النض، إذ لو حصل له مثل في بعض
الامور لزم الجواز والوجوب والامتناع من كل الوجه، فيلزم التناقض
والمحالات المتقدمة، وأما الاشتباه في بعض الامور فلا يستلزم
الاشتراك في الوجوب والجواز والامتناع، بل لابد منه بين كل
موجودين.
فمن فهم هذه المعاني الشريفة فهم ما بين الاسماء من التواطىء
والافتراق، وما بين مدلولها من التباين والاشتباه، وعلم أن الله ليس له
مثل ولا سميئ، لا في نفسه ولا في شيء من صفاته ولا من أفعاله، ولا
يسمى أحد بشي من أسمائه أصلا، وعلم أن المخلوق إذا سفي بالاسماء
التي تصير اسما لده إذا أضيفت إليه، فلم يسم بأسماء الله ولا بمثل أسماء
الله، ولا صار شيء من الاسماء سميا لله، ولكن الاسم الذي يكون اسما
لله إذا سمي الخلق به يصير اسما لهذا إذا سمي به، وكونه يصير اسما له
إذا سمي به لا يوجب كونه سميا له، وانما لاجل مافي اللفظين من
التواطىء دلا على معنى مشترك، وهو ما بين الحقيقة من تشابه في معنى
الاسم، وأنه بثبوت ذلك المعنى الذي ياخذه الذهن مشتركا يكون
الموجود موجودا، والا كان معدوما، كما قد بيناه لما تكلمنا على
الوجود الواجب والممكن.
وبهذا تبين لك أن المشبهة أخذوا هذا المعنى وزادوا فيه على الحق
فضلوا، والمعاللة أخذوا نفي المماثلة بوجه من الوجوه، وزادوا فيه على
134