كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

ومثلته بالمعدوم، فكانت أضل ممن مثله بالموجود الشيء، وكانوا مع
ذلك معطلة عطلوا صفاته بإقرارهم واعترافهم، وعطلوا حقيقته بما هو
لازم لهم. كما قد (1) بينا ن إثبات المثل له بوجه من الوجوه يوجب
التناقض في نفسه، فرفع الصفات بالكلية ونفي وجود معنى مشترك
ومشابهة بوجه من الوجوه متناقض أيضا في نفسه. ثم هذا يقتضي عدمه،
وذلك يقتضي نقصه، فلهذا كان التعطيل شرا من التمثيل.
وانما تناقض لان من (2) أثبته موجودا عالما قادرا، وقد علم أن في
خلقه موجودا عالما قادرا، إن لم يثبت لوجوده خصائص الوجود،
ولعلمه خصائص العلم، ولقدرته خصائص القدرة، وهو أن يكون
وجوده ثابتا متميزا بنفسه عن غيره من الموجودات ذي حقيقة ثابتة
بحقيقة الاثبات، ويثبت لعلمه خصيصة الإدراك والتمييز والمعرفة
والاحاطة بالاشياء، ولقدرته خصائص القدرة التي بها يفعل الافعال -
وإلا لم يثبت موجودا ولا عالما ولا قادرا، ومتى أثبت هذه الخصائص
فمن المعلوم بالضرورة أن لاحدنا منها نصيبا، فإن لنا وجودا وعلما
وقدرة، [و] لنا ثبوت (3) محقق، وتمييز وقدرة بها نفعل، فان رفعت هذا
المطلق المشترك فقد عطلت الذات بالكلية وجعلتها معدومة بعد إقرارك
بوجودها، وهذا تناقض، وهذا المعنى قد وضحناه فيما تقدم.
فإذا زاد (4) المثبت وجعل بينه وبين غيره مماثلة من بعض الوجوه،
__________
(1) في الاصل: "واذا كما قد".
(2) في الاصل: (ما".
(3) في الاصل: "لنا ثبوتا".
(4) في الاصل: "اراد".
138

الصفحة 138