كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
مثل أن يجعل علمه أو قدرته أو رحمته أو غضبه مثل شيء من صفات
حلقه، أو يجعل ذاته مثل ذات شيء من حلقه من ذهب أو فضة أو بلور أو
لحم، كما يحكى عن بعض المشبهة أنه قال: هو سبيكة من فضة، وعن
بعضهم أنه قال: هو لحم ودم ونحو ذلك = فهذا غلو في إثبات الحقيقة
ء (1)
دى. إلى التماثل الموجب لنقصه وعدمه.
فقد تبين أن الغلو في تحقيقه حتى يمثلى ببعض المخلوقات يوجب
الحكم بالعدم، و ن الغلو في تنزيهه حتى يرفع ما يعلم من القدر
المشترك المشتبه يوجب العدم، فكل من فريقي الغلاة في النفي والاثبات
يستلزم قوله عدمه، لكن النفاة يلزمهم الحكم بالعدم ابتداء من أول
أمرهم، إذ لم جمسبتوا شيئا محققا أصلا، وإنما ظنوا أنهم أثبتوا، والمثبتة
يلزمهم الحكم بالعدم انتهاء في اخر أمرهم، لانهم أثبتوا شيئا محققا،
واعتقدوا اعتقادا صحيحا، ثم زادوا في تمثيله ما يوجب أن يكون في
صفة المعدوم. فلهذا كان الاولون أضل، ولكن ليس في المسلمين ولا
من مثبتي الصانع من يبتدىء بالنفي، بل لابد أن م! يتبت أولا الصانع ويقر
به، ثم يبالغ إما بالنفي واما في الإثبات، فلهذا لم يصرح أحد من مثبتة
الصانع بعدمه، وان كان قوله يستلزم ذلك، وهو للنفاة ألزم وأبلغ لزوما
وأسبق لزوما وأوضح لزوما. فهذا هذا، والله أعلم.
ف! ن قلت: إن الفقهاء الاصليين (2) وغيرهم تنازعوا في نفي المساواة
هل يقتضي نفيها من كل وجه أو يقتضي نفي كمال المساواة؟ على
قولين، وميل أصحاب أبي حنيفة وكثير من أهل الاصول إلى عدم
__________
(1) في الاصل: " ادته ".
(2) كذا في الاصل، ولعل الصواب: "فقهاء الاصلين" او "الفقهاء و لأصوليين".
139