كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
الكتاب ومثله معه " (1) وفي لفظ: "ألا إنه مثل القران وأكثر". ولهذا ذم
المتخلف عن طلب السنة المكتفي بالقران فقال: " لا ألفين أحدكم متكئا
على أريكته ياتيه الامر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول: بيننا
وبينكم هذا القران، فما وجدنا من حلال أحللناه، وما وجدنا من حرام
حرمناه، ألا واني أوتيت الكتاب ومثله معه" (2). وهذا المعنى قد
استفاض عنه من وجوه متعددة من حديث المقدام بن معدي كرب وأبي
ثعلبة الخشني و بي هريرة و بي رافع وغيرهم، وهو من مشاهير أحاديث
السنن والمساند المتلقاة بالقبول عند أهل العلم.
الوجه الثالث: أن بعض الناس لو قرأ مصنفات الناس [في] الطب
والنحو والفقه والأصول، أو لو قرأ بعض قصائد الشعر، لكان من
أحرص الناس على فهم معنى ذلك، ولكان من أثقل الامور عليه قراءة
كلام لا يفهمه. فاذا كان السابقون يعلمون أن هذا كلام الله وكتابه الذي
أنزل إليهم وهداهم به و مرهم باتباعه، أفلا يكونون من أحرص الناس
على فهمه ومعرفة معناه، من جهة العادة العامة وعادتهم الخاصة، ومن
جهة دينهم وما مرهم الله به من ذلك؟ ولم يكن للصحابة كتاب يدرسونه
وكلالم محفوظ يتفهمون فيه يكتبونه إلا القران. لم يكن الامر عندهم مثل
__________
(1)
(2)
أخرجه ابو داود (4604) والترمذي (2664) وابن ماجه (12) عن المقدام بن
معدي كرب. وهو حديث صحيح.
خرجه احمد 8/ 6 و بو داود (4605) و 1 لترمذي (2663) و بن ماجه (13) عن
ابي رافع. وحديث أبي ثعلبة الخشني في النهي عن أكل كل ذي ناب من
السباع وعن لحوم الحمر الأهلية خرجه البخاري (5527) ومسلم
(1936،1932). وحديث ابي هريرة في النهي عن كل ذي ناب من السباع
عند مسلم (1933). ومضى حديث المقدام انفا.
14