كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
وكذلك الحقائق المركبة التي (1) ينتفي مجموعها بانتفاء جزء من
أجزائها، إذا نفيتها لم يلزم نفي جميع أجزائها، بل يكفي انتفاء جزء من
أجزائها، وإن بقي بعض أجزائها.
ولهذا صح عند السلف ومن اتبعهم أن يقال عن الفاسق الملي: ليس
بمؤمن، كما قال النبي! يم: " لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا
يسرق السارق حين يسرق وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها
(2)
وهو مؤمن "، ولا يكون ذلك نفيا لجميع أجزاء إيمانه، فإن الايمان
عندهم وان كان مؤلفا من أمور واجبة، فإذا انتفى بعضها انتفى الايمان
الواجب الذي به يستحق الجنة وينجو من النار، ولم ينتف جميع أجزاء
الايمان، بل قد يبقى معه بعض أجزائه التي (3) ينجو بها من النار بعد
دخولها، كما أخبر النبي ع! يم أنه " يخرج من النار من كان في قلبه مثقال
ذرة من إيمان " (4).
فان الإيمان عندهم ينقص ولا يزول بالكلية، كما نه قد يزيد على
أداء الواجبات بالطاعات، فلهذا قالوا: يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية.
ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: " الايمان بضع وستون أو وسبعون شعبة، أعلاها
شهادة أن لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الاذى عن الطريق، والحياء شعبة
من الايمان " (5). ومن خالفهم من الخوارح والمعنزلة والمرجئة
__________
(1)
(2)
(3)
(4)
(5)
في الاصل: "الذي ".
أخرجه البخاري (2475) ومسلم (57) عن أبي هريرة.
في 1 لاصل: " الذي ".
أخرجه البخاري (7439) ومسلم (183) عن أبي سعيد الخدري.
أخرجه البخاري (9) ومسلم (35) عن أبي هريرة.
143