كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

والجهمية فانه عندهم لا ينقص إلا أن يزول بالكلية، ظنا منهم أ ن
المركب متى زال بعض أجزائه زال جميعه. ولم يعلموا أن الصلاة
والحح وغيرهما من المركبات التي يتناول اسمها لاركانها وواجباتها
ومستحباتها، قد يزول بعض واجباتها ولا يزول أصل الاسم، وهي عبادة
واحدة، فكيف الإيمان الذي يدخل فيه كل طاعة؟ فاذا قلنا: ليس بمؤمني
دل على زوال بعض ما يجب من الايمان، لا على زوال كفه كما يقوله
هؤلاء.
وكذلك إذا قال الشارع: من فعل ذلك فليس منا، اقتضى خروجه
عن هذه الحقيقة، وهي الايمان الواجب الذي (1) يستحق به الثواب دون
العقاب، لا يقتضي خروجه عن جميع أجزاء الإيمان كما يقوله الخوارج
والمعترلة، ولا يقتضي نفي التطوعات حتى يقال: معناه ليس مثلنا أو
ليس من خيارنا، كما يقوله المرجئة والجهمية.
فاذا كان النفي مقابلأ للاثبات: إن أثبت المثبت نفس العموم رفعه
النفي، كما في قوله: أكلت هذا كله، فقال النافي: ما أكلت هذا كله.
وان أثبت الحكم للمذكور بصيغة العموم كان النفي نفئا لذلك الحكم
المذكور بصيغة العموم، فاذا قال: جاء القوم، قال النافي: ما جاء
القوم. ثم هنا ثلاث احتمالات:
إما أن يقال: النافي نفى إثبات الحكم للمذكورين، ولم يتعرض
لنفيه عن بعضهم لا بإثباب ولا نفي، بل نفى عين ما ثبته المثبت، فيعلم
أنه حكم أنه لم يجىء المذكورون جميعهم، ويكون مجعروء بعضهم
__________
(1) في الاصل: "التي ".
144

الصفحة 144