كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

العموم مثل أن يقال: ما جاء منهم أحد، أو ما جاءني من أحد من
هؤلاء، أو ما جاء لا هذا ولا هذا = فهذا لا ريب [فيه]، كما أن الذي
قصد به نفي العموم فقط لا ريب فيه، ومثل: هذا يساوي هذا في كل
شيء، فيقال: ما يساويه في شيء.
إذا تبين هذا قلنا: من المعلوم أن أحدا لم نتسبت لله مثلا مطلقا ولا
كفوا مطلقا ولا سميا مطلقا، فلم يقل أحدّ من بني آدم: إن للبارىء
سبحانه من يساويه في جميع صفاته و فعاله. فهذا أصل.
والاصل الثاني أنا قد قدمنا أن الند والمساوي والعدل إذا أطلق في
جانب الله فانما يراد به من جعل لله ندا في بعض الاشياء، أو جعل له
عدلا في بعض الاشياء، كقوله: <ثؤ الذين كفروا برتهتم يعددوت! >
[الانعام/ 1]، وقوله: <ان كا لفى ضئلى مبين * إذ دنمموليهم برب
الفلمين!) [الشعراء/ 97 - 98]، وقوله تعالى: < ومن ألئاس من يمخز
من دون ألله أنداد3! وثتم ممصف الله > 1 البقرة/ 165]، وقول النبي ع! يم:
"أجعلتني لله ندا؟ " (1). وهذا كالذين جعلوا لله شركاء، إنما أشركوهم
معه في بعض الامور. وأما أن يجعل له شريك يشركه في جميمع خلقه
وأمره فهذا لم يقله أحد، ولهذا قال: < ضرب لكم مثلا من أنقسكم هل لكم
من ما ملكت إئمنكم من شركاء فى ما رزفنتم فاش! فيه سواء تخافونهم
كخيفتكم أنفسكئم) [الروم/ 28] أي كخيفة بعضكم بعضا، فاخبر أنكم
لا تجعلون مماليككم شركاءكم، فكيف تجعلون مملوكي شريكي؟
وكانوا في تلبيتهم يقولون: لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك، تملكه
__________
(1) سبق تخريجه.
147

الصفحة 147