كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)
لا في مرتبة المنادة لتلك (1) المخلوقات، لما أعطاها من فضله الوجود
العيني، كما قال: < خلق أقينسمن من عك *> [العلق/ 2]، علم أيضا من
فضله العلم بها والتعبير عنها، كما علم العلم به والتعبير عنه بأسمائه.
فكما أن وجودنا وحقائقنا من فضله، كذلك علمنا بأنفسنا وتعبيرنا عن
علومنا تابع للعلم به والتعبير عن علمنا به، وأسماونا من أسمائه، كما
روى الربيع بن أنس عن المسيح عليه السلام قال: يتكلمون بأسمائه
ويتقلبون في نعمائه ويكفرون بالائه.
فقد تبين أن الله تعالى ليس له مثل ولا كفؤ ولا سمي بوجه من
الوجوه، وتبين أن من أثبت لله ما يماثله في بعض الامور، مثل من يقول
من المجسمة: هو فضة أو كالفضة أو لحم أو دم، ومثل من طلب من
المعاللة أن يكون له جنس من المخلوقات، فهؤلاء مبطلون كلهم،
وليس في ظاهر ايات ادله ما يوافق قول أحد من هؤلاء. ومن ادعى أن في
الكتاب وإلسنة ما يدل ظاهره على التجسيم والتشبيه فقد افترى على
كتاب الله، وان وصف الله بذلك فقد افترى على الله. فالمشبه المثبت
لذلك مفتر على الله أو على كتابه، والمعطل المتأول لكتاب الله ظائا ن
ظاهره كذلك مفتر على كتاب الله. بل يجب أن يبين أن هذا ليس هو
ظاهره، بل فيه نصوص كثيرة دلت بالمعقول أيضا كما دلت بالسمع على
تنزيه الله عن مماثلة المخلوقات بوجه من الوجوه.
فإن قيل: قد تقدم تضعيفكم لاستدلال طائفة بمثل قوله: < لتس
كممثله -شئ 1 [الشورى/ 11] على ما يدعونه من نفي. فهذا الجواب
بعد الاستفسار هو بمنع المقدمة الاولى إذا فسر الجسم بما ذكرناه من
__________
(1) في الاصل: "لذلك ".
150