كتاب جواب الإعتراضات المصرية علي الفتيا الحموية - ت شمس - ط عالم الفوائد (اسم الجزء: 1)

المعنى المنفي بالنص والعقل، وادعي أنه ظاهر الكتاب والسنة، فإن هذا
لم يدل [عليه] ظاهر الكتاب والسنةه
وهو إن قال: ظاهر النصوص أن صانع العالم متميز عن المخلوقات
بائن عنها، وأن ذاته وحقيقته فوق حقيقة المخلوقات وذواتها، بحيث
يرفع الناس أبصارهم و يديهم إليه، تعرج الملائكة والروح إليه، وعرج
بالرسول إليه، وتصعد أرواح العباد، وأن الناس يمكن أن يروه يوم
القيامة بأبصارهم فوق رووسهم ويشيرون إليه بأبصارهم وأيديهم، و نه
فوق الأمكنة كلها، و نه خلق ادم بيديه اللتين هما اليدان، وأنه استوى
فوق العرش فارتفع عليه وعلا عليه، وذاته فوق ذات العرش، ونحو
ذلك، وأن له ذاتا حقيقة ليس عدفا ولا شبحا ولا خيالا، بل حقيقته
أعظم الحقائق، وان كان لا يعلم ماهو الا هو، ولا يبلغ قدرته غيره،
ونحو ذلك.
فإن قال: هذه المعاني وما أشبهها هي ظاهر النصوص.
قلنا: هذا مسلم، لكن بمنع المقدمة المانية، وهو قولك: هذا
منتف، واذا سماه من سماه تشبيها وتجسيما، لكق مجرد تسميتهم له
بهذا الاسم لم يكن موجبا لترك ما دل عليه (1) الكتاب والسنة، أو لترك ما
علم بالفطرة والعقل واجماع السلف و تباعهم من الخلف أهل العلم
والايمان، فإن هذا الاسم إن لم يكن مطابقا للمسمى كان كذبا، كتسمية
قريش للنبي مج! مذمما، وتسميتهم له شاعرا وساحرا ومجنونا، ونحو
ذلك مما يجدون بينه وبين المسمى به من اشتراك في أمر من عوارض
__________
(1) في الاصل: "على".
151

الصفحة 151